في رثاءِ جسرِ الدَيرِ المُعَلّقْ

حينَ ينضمُ العمرانُ إلى قوافلِ الشهداءْ

طريف يوسف آغا

[email protected]

يعتبر جسر دير الزور من المعالم الحضارية والأثرية في سورية حيث تم بنائه في عشرينيات القرن الماضي في عهد الانتداب الفرنسي، وكان في حينه يعتبر من المعجزات العمرانية الفريدة، ليس على مستوى سورية فحسب، ولكن على مستوى العالم. قامت عصابة الأسد الهمجية بتفجيره يوم 2 أيار 2013 انتقاماً من أهالي المدينة لمشاركتهم في ثورة الحرية والكرامة ضده.

في رثاءِ جسرِ الدَيرِ المُعَلّقْ

حينَ ينضمُ العمرانُ إلى قوافلِ الشهداءْ

مَـرَّ الانتدابُ مِنْ بلادنا مَـرّة

فاحتلّنا ولكنهُ تركَ لنا عُمرانـا

فأتَتنا مِنْ بَعدهِ قبيلةٌ سَـقَتنا المُـرَّ

فاذا بنا نترحمُ على المُحتلِّ أطنانـا

بنى المحتلُّ على الفُراتِ لنا جِسـراً

ماكانَ لهُ بينَ الجسورَ أقرانـا

كانَ مُعلَّقاً وكانَ فريدَ عَصرهِ

ولأهلِ الدَيرِ كانَ روحاً وريحانـا

فأتتْ قبيلةُ الأسَـدِ التي

أحضرتْ مَعها إلى الحُكمِ زِعرانـا

قالوا (الأسَـدْ أو نحرِقَ البلَـدْ)

وترجموا ذلكَ حديداً ونيرانـا

أعادونا إلى الوراءِ قُرونا مِنْ بعدِ

أنْ كانوا قد أوقفوا علينا الزمانـا

ملؤوا القصورَ بأصنافِ القرودِ

ولحفظِ النظامِ وظَّفوا جِرذانـا وثيرانـا

ادعوا أنهمْ مِنْ بقيّـةِ الشَـعبِ

والكلُّ يعرفُ أنَّ هذا زوراً وبُهتانـا

أفسَدوا العقلَ والقلبَ وأفسَدوا الروحَ

اغتالوا الحياةَ فصارتِ القُبورُ أوطانـا

لايُشـفى غليلُهمْ إلا بتدميرِ معالمِنـا

وبذبحِ الأطفالِ الذي يحسَبونَهُ قُربانـا

حتى الجسرُ لَمْ يسـلَمْ مِنْ حِقدِهِمُ

كنخلةٍ شـامخةٍ هوى فآلمنـا وأبكانـا

فجّروهُ وفجّروا معهُ تُراثَ أمَّـةٍ

مَنْ يدمّرِ التُراثَ يُسمونَهُ خَوّانـا

وسـاذَجٌ بعدَ اليومِ مَنْ يَدّعي

أنَّهمْ في الوطنِ لنا إخوانـا

***

الترجمة الانكليزية متوفرة على موقعي على غوغل وفيسبوك