بأيدينا سيزهر الربيع

بأيدينا سيزهر الربيع

أحمد كاسر الحاجي

الشمس تنفض على الجداول تبرها ................ 

والأزهار تنشر مع النسائم عطرها ................... 

والاطيار تعزف في قانون الطبيعة لحنها............. 

والغابة العذراء ترفل مفاخرة بأبها حللها ........... 

وقد كساها الربيع أثواب السندس القشيبة ...... 

الموشّاة بأنواع الورود والازاهير ,حيث الهواء جميع , 

والمكان ربيع, والسهول حميلة ,والأرض خميلة ... 

فالأشجار شامخة برؤوسها الشاهقة وقاماتها السامقة. 

 وهي تعانق السماء اللاذوردية .. 

والمكان كله يسبح في فيض من البهاء والنقاء والسحر.. 

والصباح هناك يتنفس فاغية العطر .ويريك الندى وقد لوى أعناق الحشائش وذوائب الزهر. 

والاطيار تصدح شادية أنواع الذكر ترتل أوراد الصباح. 

والفراشات تترنح بين الازهاير نشوانة من رحيقها المسكر. 

والبيوتات المتنائية تفيء إلى كنف الغابة ..الظليلة.

تفصل بينها صنوف شتى من الأشجار الكثيفة .تحيط بها إحاطة الاساور بالمعصم...

في هذا المجتلى الرائع يستفيق الصباح في بلادنا.

فلا تملك وانت تمسح عن جفنيك الكرى وتسرّح طرفك في ذلك الجمال الفريد إلا أن تكون مستطار اللب نشوان الفؤاد. 

فأي جمال أملك للطرف وأنت تجلس قرب جدول رقراق بسلسبيله العذب ؟,وترى جنباته منضورة بأثيث العشب ,شجيرة بالدفلة والدلب, ؟

وأي لحن أعذب من زقزقة العصافير ممزوجة بخرير الماء ؟وأي مشاهد الحب أصدق من عناق الأغصان تلتف حول بعضها كلما داهمتها نسمات   الربيع ؟.تلقننا دروس الإخاء والتماسك في وجه الطغاة ...أيتها الطبيعة الجميلة : 

يا سرّ الخلاق العظيم 

يا رسالة السلام والجمال والعطر....... 

انثري هذه المعاني فوق رؤوسنا ,وأشيعيها في نفوسنا . 

كي نحيا وفاقا معك وصلحا فيما بيننا...