قصيدة مواساة للجامع العمري

طريف يوسف آغا

[email protected]

دمّروكَ ياجامعاً سَـجَدَ لهُ التاريخُ إجلالا

دمَروكَ مَنْ جثموا على صَدرنا أجيالا

ومِنْ قبلِكَ قصفوا جامعَ خالدٍ

وجامعَ حلبَ أمطروهُ بقذائفٍ قتّالة

كأنَّ بينهم وبينَ المآذنِ ثأراً

كأنَّ أصواتَ المآذنِ تقعُ عليهمْ جِبالا

همجٌ أقلُ مايُقالُ فيهمْ أنَّهمْ

قومُ غدرٍ وعمالةٍ وجَهالة

أتونا وأحضروا معهم حِقداً دفيناً

كما أحضرَ أبرَهَةُ إلى الكعبةِ أفيالا

وكما زُرِعَ اليهودُ في فلسطينَ

زُرِعَ هؤلاءُ في سـوريةَ ليُقَطِّعوا الأوصالَ

كلُ جريمةٍ ارتكبوها إنَّما كنّا

نحفظها لهمْ عندنا في حصّالة

وأنْ يحلموا بعدَ اليومِ بالبقاءِ بيننا

فهذا الآنَ أصبحَ وسيبقى مُحالا

سَـيقعونَ قريباً في أيدينا وحينَها نريهِمْ

كيف ترتدُ أعمالُهمْ عليهمْ وَبالا

سَـتبقى سـوريةُ تفخرُ بكلِ أطيافِها

إلا ذلكَ الذي يَضمُ تِلكَ الحُـثالة

مَنْ يذبحِ الأطفالَ تهونُ عليهِ المآذنُ

وهوَ نفسُ المجرمِ ويحمِلُ نفسَ الرسالةْ

رسالتهُ أنْ لارحمةَ ولاغفرانَ ولاتعايشَ

احذروا أنْ تُسامحوا أصحابَ النَذالةْ

سَـيذكرُ التاريخُ منْ هُنا مرَّ الشَبّيحةُ

فأمطرتْ عليهمْ سَـماءُ دَرعا نِعالا

ومِنْ هُنا انسحبوا يجرون خلفهمْ

خيبتَهم ويجرونَ معها للهزيمةِ أذيالا

فانتقموا مِنْ جامعٍ أمرَ الفاروقُ بهِ

فلاحقتهمْ كتائِبُ لاتعرفُ الـمُحالَ

جعلوا مِنْ شَـبيحةِ الأمسِ أكواماً

فسبحانَ مَنْ لايتغيرْ، بلْ يغيرِ الأحوالَ

***

كلُ حجرٍ هوى مِنْ أحجاركَ ياعُمَريُّ

سَـنبدأ بهِ جامعاً قَصُرَ الزمانُ أمْ طالَ

وإذا كانَ غداً عيدُ الجلاءِ فالجلاءُ الحقُّ

حينَ نجعلْ مِنْ أفرادِ هذهِ العِصابَةِ أثمالا

***

الثلاثاء 6 جمادي الآخر 1434 / 16 نيسان، ابريل 2013

بعد ثلاثة أيام من تدمير نظام الأسد لمئذنة الجامع العمري الكبير في درعا مهد الثورة