فيض الإله

مادونا عسكر

في اللّيلِ المدلهمِّ

سجد الكون للحبِّ

إذ رآه دماً يبكي

من قسوِ قلب الإنسانِ

في بستان الزّيتونْ

صلّى مبتغى الرّحومْ

أن يحيا الإنسانِ

ومن قبره يقومْ

أشرق سرّ الضّياءِ

يرسل عون التّحنانِ

لنفسٍ من فرط الحزنِ

لامست أطراف الموتِ

وحده جاثياً

دمعه معانقاً

يدعو من أجل الأنامِ

أن يهفو لغمر الحبَّ

في اللّيل المدلهمِّ

والهمُّ قوت الإنسانِ

شرع ربّ الأكوانِ

أن يرفع عنه الآلامِ

عانق كلّ الجراحْ

أخذ كلّ الأوجاعْ

سكب خمرة الحبِّ

من علياء  مجدهِ

إكليل الشّوكِ تاجهُ

عود العار عرشهُ

من عمقِ آلامهِ

لماء قلبي يعطشُ

كيف أجرؤ سيّدي

حجب حبّي عن وجهكَ

خذ روحي، خذ قلبي

واروِ ظمأ وجدكَ

في اللّيل المدلهمِّ

أشرق نور سيّدي

ومن أعماق الظّلمةِ

حرّر قيد الإنسانِ

هو الحبّ إذا ما حلَّ

أفرغ جوف الأحقادِ

أشبع جوع الأحشاءِ

من فيض حبّ الإلهِ