تسألني من أنا

زينب الخالدي

تسألني.. من أنت ؟.. ومن تكونين ؟

ألم تلمح عروبتي في قلبي ترسخ وتستكين ؟

وملامح وطني في عيني تشمخ عالية الجبين ؟

ألم تشعر بدفء مشاعري  ... وحب قلبي الدفين ؟     

وتشم رائحة بيارتي زيتونها والياسمين ؟

وتسألني كيف تعيشين ؟

ومن تعشقين ؟

فأقول : أنت معشوقي على مر السنين

يا ترباً مندى بالحنين وبالأنين

يتحدى البطش، وكل القهر، لايستسلم أبداً .. لا يلين

يترقرق في دمي عذب الألحان ..حلو الأنغام  كالسلسبيل

وطني ياحبي الأبدي لابد من عودتك يوماً

ولكن كيف السبيل ...كيف السبيل ؟!

 

* لا عودة عن حق العودة

 سمعها من " الراديو " وهو يتناول فطوره المكون من : " الزيت والزعتر والزيتون "

" الكباريموتون والصغار ينسون  "

نظر إلى الحائط قبالته وقد تزين بخريطة فلسطين ومفتاح بيتهم القديم

تفرس في وجوه أحفاده ، ابتسم لهم ، فرك كفيه حامداً الله على نعمته 

اعتمر كوفيته ، توكل على الله وذهب إلى بيارته

 

داحس والغبراء

المشاهدون متحمسون يتلذذون بمنظرالدماء النازفة .. والمراهنون يضاعفون مراهناتهم ...

ففي حلبة المصارعة ثيران تتقاتل وتتناحرحتى يبيد بعضها بعضا في حرب ضروس طاحنة أكلت الأخضر واليابس لم تبق ولم تذر ... حرب ملعونة أكلت لحوم أبنائها ... أحرقت ودمرت وحصدت رؤوس البشر

استعرت نار الحرب وشبَّ لهيبها ، ودارت رحى معركة تكسير العظام ، وعندما وضعت الحرب أوزارها وانقشع غبارالمعركة التي لم تسفر عن منتصر، فالكل فيها خاسر منهزم ...  لم يكن هناك سوى الخراب والركام والجيف المتفسخة وأكوام من الأشلاء والعظام...

لم يكن هناك سوى الدمار والرماد 

   * فالحرب نار لاتلد إلا رماداً 

 

قناص

صوب بندقيته وحدد هدفه بدقة عالية ، هاهي الضحية قد أصبحت في مرمى النيران ، طلقة من كاتم للصوت تصيب هدفها بإتقان  ، تخمد أنفاس الضحية ، يعود بعدها وقد أنهى مهمته بأمان .

في اليوم الثاني ذهب متشوقاً لرؤيتها تسبقه قدماه ، وعندما وصل كان الجميع في وداعها

ما عداه ، عندما سألهم أجابوه رحمها الله وأسكنها الجنان ، فقد ذهبت ضحية قناص جبان .