قِصّةُ صَـنَمِ الرَقّـة

طريف يوسف آغا

[email protected]

هاهوَ قد أتى نصرُ اللهِ حَـقّا

وحطّمنا صَـنَمَ الطاغيةْ في الرقّـة

هُنا عَـيَّدَ ابنُـهُ في الأمسِ

وحدهُ الحَيُ القَيومُ مَنْ يَـبقى

ماكانَ الوصولُ إلى الصَـنَمِ سَـهلاً

ولكنَ الثوابَ دائماً على قدرِ المَشَـقّة

في الأمسِ وقفَ راسـخاً شـامخاً

فمرغوا في الوحلِ جبينَهُ والعنُقَ

وإذا بهِ يهوي مِنْ عَليائِهِ

وإذا رأسهُ إلى الطينِ للجسمِ قد سَـبَقَ

هوَ اللهُ يمهلُ ولايهملْ، أتاهُ بالذُلِّ

بعدَ أنْ كانَ الموتُ لهُ قد مَحَقَ

وغداً أراهمْ يَسـحبونَهُ مِنْ قبرهِ بعدَ أنْ

يكونَ ثائِرٌ على بابِ قبرهِ قد طَرَقَ

لاأرى حُـثالةَ قومٍ تُعادي أكارمَهُمْ

إلا إذا كانتْ حُـثالةً حَـمْقى

لَمْ تُعـادِ إلا شَـعبَ سُـوريةَ الذي

عصـا الطاعةِ لهُ المستحيلُ قد ألـقى

شَـعبٌ لايستطيعُ الذلُ العيشَ معهُ

ومع غيرِ الكرامةِ لايَحـيا ولايَـبقى

الشَـعبُ الذي قهرَ عُـتاةَ التاريخِ

سَـيُلحقُ بهمْ أدنى المخلوقاتِ خَـلقا

مخلوقاتٌ مارأينا مِنها سِـوى الحِقدَ

وللأطفالِ ذَبحـاً وللنساءِ حَـرقا

لنرى اليومَ شجاعتهمْ أمامَ رجالنا

رجالٌ عاهدوا الوطنَ والوطنُ لهمْ اسـتَحَقَّ

بقيةُ الأصنامِ تنتظرُ سَـواعِدَ الثُـوارِ

ولابنِ الطاغيةِ عندهمْ أمانةٌ مُسـتَحَقّة

مِنْ بعدِ إسـقاطِ صَـنَمِ أبيـه

أعينُ الثوارِ اليومَ على سَـفاحِ دِمَشـقَ

هذهِ هيَ سُـنَنُ اللهِ في خَـلقِهِ

يرحلُ الحكامُ والشَـعبُ هوَ مَنْ يَبقى