في حضرة الموت

في حضرة الموت

رينا ميني

أتاني الموت شاكياً جنون البشر

تسير أمامه بطنه من كثرة ما امتلأ

جلس بقربي تعباً يبوح أسراره

وآهات شكواه تعلو كزئير أسد

قال.. ما خطبكم يا معشر بني أدم

تفلقون رأسي كضرب الحجر

تتوافدون عليّ طوابيراً من دون إذنٍ

خبروني أكراهية بينكم أم قصر نظر

أنا صاحب القرار في تحديد مصائركم

أتقصونني وتتجاهلون عبرة من اعتبر

أمسيتم كحيواناتٍ ضاريةٍ تتهافتون

على فريسةٍ إنما الحيوان لا بدّ أن يشبع

لم أعد قادراً على هضمكم ومنتني التخمة

كفّوا عن إطعامي لست من محبّي الشره

أنا راحةٌ لكلّ من أتعبته الحياة

لا انتقاماً ولا عقاباً على خطأ...

قلت له أيا حضرة الموت ويحك

رفقاً بحالي لا تزد همّي واهدأ

نحن قومٌ ضربه الجهل في عمقنا

ولعلمك أنّ الجهل داءٌ ولا من يُشفى

نتقاتل على ذبابةٍ تُحلّق بغير أجوائنا

فالعدل يكمن في مساواة الرؤوس

نستقطب مبيداتٍ أجنبيةٍ فاخرةٍ

فنُباد جميعاً وهكذا ترتاح النفوس

أنت شاهدٌ على علّتنا فقل لمن بعدنا

أنظروا أسلافكم الحمقى علّكم تتعلمون...