أميرُ الصحراءِ

رافع خيري حلبي

دالية الكرمل بلد النور – حيفا

[email protected]

يتراكضونَ خلف الرمال

يرفعونَ الرايات فوق الجبال

وما انحنت سيوفهم

وكأنهم أتوا

ليعلموا كلُّ أهل ِ الأرض ِ

قيماً . . . ورحيلاً . . . ومحالاً . . .

ينتظرونَ مجيء المسيح

مجيء أمير الصحراء

لتتماها كلّ الحضارات

مع التراب . . .

ويركضونَ كمن يجري خلف سراب

هنا ماتت لنا ناقة ٌ وبعيرٌ

وهنا لنا وتدُ خيمةٍ

نخرهُ السوسُ . . . 

وهناك عبرنا شواطئَ الأمان

فصارت الحربُ تراثاً

نـُعـَلـِّمُهُ لكلِّ الأجيال . . .

هناكَ على الشواطئ 

حجارة ٌ تتذكرُنا

تتذكـَّرُ  آثارَ أقدامَ خيولنا

هناكَ حجارة ٌ في القصور

لم تنسى بعد مرثاة ُ العشق

أميرٌ في العشق يرثي

مرورَ الزمن . . .

تتوشـَّحُ كلُّ الأشياء بالألوان

ونسيرُ فوقَ رمال ِ الصحراءِ

إلى المحال ِ . . . إلى المحال ِ . . .

وفي زَمَنِنا الحاضِر

سُـفـُنٌ تطيرُ في الفضاء

واستبدلنا بالطائرات

بساط َ الريح ِ وسفينة َ الصحراء

والصواريخ َ بالرماح . . . 

أميرٌ يـُهَيـِّئُ النـَّفـْسَ للقتال

وعلى ذاكرةِ النسيان

يجلسُ ذاكَ البطل

الذي يـُجيدُ في ساحةِ المعركةِ القـِتال

أبطالٌ يموتونَ بـِهـُدوءٍ 

وكأن الموت يمرُّ بجانِبـِهـِم

ليقدمَ لهم الزهور

أبطالٌ أحرارٌ . . .

حتى في ظلِّ الموتِ يبتسمون . . .

وأميرُ الصحراءِ يبكي بالخفاء

كل رجالهِ قد صعدوا للسماء

وماتَ على بواباتِ البحرِ

أبناءٌ أعزاء . . .

وصارت الدُّنيا في بعدٍ وجفاء

وأمير الصحراء رافعاً للرايات البيضاء

والبشرُ ينتظرونَ قدوم الأنبياء . . .