سَنواتُ الحياةِ

طريف يوسف آغا

[email protected]

سَنةٌ جديدةٌ تلوحُ في الأفُقِ

وسَنةٌ راحلةٌ تلفظُ آخِرَ الرَمَقِ

سَنواتٌ تمرُ علينا غيرَ راجِعةٍ

كُلُ واحدةٍ تُقرِّبُنا مِنَ النَفَقِ

تَمُرُّ مُسرِعَةً على عَجَلٍ

تمرُّ جاريةً كأنَّها في سَبَقِ

تَتلاشى أمامَ أعيُنِنا كَشريطِ أحلامٍ

تَتهاوى أمامَنا كالفَراشِ المُحتَرِقِ

واحِدةٌ تحصدُ مِنْ شَعرِنا حُلكَتَهُ

وتزرَعُ قُطناً عندَ كُلِ مُفتَرَقِ

وواحِدةٌ تأخذُ شيئاً مِنَ البَصَرِ

وتضعُ الصَمَمَ في الآذانِ كالحَلَقِ

واحِدةٌ تُصادِرُ مِنْ وجهِنا نَضارَتَهُ

وتتركهُ لِلتجاعيدِ والشَقَقِ

وواحِدةٌ تبدو وكأنَّها سَتذبَحُنا

فلا تُفارقُنا إلا بِعَلامٍ على العُنُقِ

كُلَّما ظنناها تَدعونا لِوليمَةٍ

ما وجَدنا غيرَ المرارَةِ في الطَبَقِ

كُلَّما ظَننّاها تبتسِمُ لنا

وجَدنا ابتسامتَها كالحِبرِ على الوَرقِ

سَنواتُ الحياةِ ما أطولَها وما أقصرَها

تَسرقُ أعمارَنا وتتدفعُنا لِمُنزَلَقِ

بِغَمضَةِ عينٍ تكونُ قَد ذَهَبَتْ

فَتَغيبُ كَغِيابِ الشَمسِ في الشَفَقِ