سوريا قهوتي التي أحب

غرناطة عبد الله الطنطاوي

[email protected]

سوريا قهوتي التي أحب،

رغم مرارتها، فالمرارة في سوريا قديمة تغوص أربعين سنة حالكة،

قهوتي لذيذة لذة النصر الذي ينتظر سوريا،

قريبة من قلبي كقرب سوريا من قلوب محبيها

لها نكهتها الخاصة كنكهة الزعتر الحلبي

ولها عبيرها كعبير الورد الجوري

ولها عبقها كعبق الياسمين الدمشقي

ولها تاريخها الشامي الأصيل

ولها ألقها كألق الثريا المتلألئة

ولها شموخها كشموخ قلاعها الحصينة

قهوتي عربية أصيلة

تجود على ضيوفها بكرم حاتمها الشامي

سوريا سقت العالم من مائها الفراتي الرقراق

فسقاها ماء صديداً معكّرا

وأطعمت العالم جبناً محلى

فأطعمها جبناً فاسدا

وقدمت للعالم أطايب الفاكهة

فقدم لها أنواع الصبار الشوكي الأجرد

فتحت سوريا ذراعيها للعالم بكل طوائفه

فسدّ العالم مداخل الهواء المتسرّب إليها

قدمت للعالم النكتة الظريفة

فقدم لها أغلظ الكلام

قدمت للعالم صباها هواء نقياً

فقدم لها هواء كيماوياً زؤاما

قدمت للعالم حضارة راسخة في الزمن

فقدم لها همجية عمياء حمقاء

الرقيّ يسكنها

وحضارة الغاب تغالبها

المولى لسوريا

ولا مولى لأعدائها