وكأنني أقسمت أن...!

سمر مطير البستنجي

وكأنني أقسمت أن...!

سمر مطير البستنجي

وكأنني...!

وكأنني أقسمت أن أشهق الضِّياء خِلسة..

لا وربّ الضِّياء ما أقسمت..
فلمَ الشهقات توغِل في المكوث على صدري
تتّخذ من بين الترائب والمُضغة اجداثا
اشقّ قميصها في ولادةٍ عبثيةٍ...وعبثا استطيع..
اهذي بالاختناق..ولا تثريب.
ودمي أزرق...
موشوم بفقد حنّاء البقاء في اوردتي ..
فإيّاك يا ضِياء..!
إيّاك ان تُخرجني من يقين الضوء ؛ فأُظلم.
إيّاك ان تُخرجني ؛فأظلم.
وكأنني أقسمت ..!

وكأنني أقسمتُ ان أخاصم الحَظّ وأعاند الفَال...

لا وربّي ما اقسمت..
فلمَ نبوءة الشّقاء تُطاردني..
تُبعثرني حُطام...
تُمدّدني على أكفّ العرّافة جثّة للمشعوذين
تَدسّني في جمجمة عفريت أحمر ...
لا يعرف طريقه إنس ولا جان....
يرسمني وهما، يحشرني خواءا في عمق الفنجان
فأقاوم ..أقاوم مدّ التخبّط الذي يبعثرني
بين اليقين،واللاّ..
فيا ايها الحظّ العاثر المتربّص بي...
إيّاكَ عنيّ...
ايّاك ان تُخرجني من ايماني؛ فأتعثّر.
ايّاك ان تُخرجني ؛فأتعثّر.

وكأنني أقسمت ان اعيش العمر وحدي..

لا والله ما اقسمت...!
فيا ليتهم يعلمون..!
كم هو مؤلم عناق اطياف الفراغ...
والرقص بشغبٍ في فوضى السكون..
يا ليتهم يُدركون!
كم هو مزعج صَفير الافئدة وهي خَواء
وكم هو متعب الدوران في أفلاك الجنون
فايّاك يا فراق..!
ايّاكَ ان تُبقيني اصارع الفقد وحدي؛ فأضيع.
ايّاكَ ان تُبقيني وحيدة ..فأضيع.

وكأنني اقسمت ان أبرم وغربتي عَهدا..

لا وعزّة الله ما اقسمت..
كيف..؟
وكلّي اليه يسعى شَغبا،رهجا ،مطرا...حبّا
وبوصلة الوجد فيّ تُشير حيثهُ واليقين
واثني عشرَ كوكبا في سديمي تدور حوله،،
وانا ثالثها العَشر..
فاتّخذ لي منك يا مُنيتي وجهة ومَرسى
فلستُ اعلم في أي جبّ قد حُبِستْ
وتولّني شَطرك ،ودعني أُزهر ثراءا بين كفّيك
واشدُدني الى وتَرِكَ لحنا لليَباب
وغنِّ لي وعنّي..غنِّ لي لحن الإياب
فيا غربتي..!
ايّاكِ ان تَنثُريني في دروب الغَيب نَثرا ؛فأضيع
ايّاكِ ان تُبعثريني ؛فأضيع.

وكأنني اقسمت ان لا اطرقَ للأحلام بابا..

لا وربّ الكائنات لم اقسم...
كيف..؟
وطوارق الليّل تَعبث بهسيس هدأتي
والآتي الجميل بين احداقي يَجول
كيف..؟
وبُنيّات الحلم تَشرب من كوثر صَبابتي
وتقتاتُ على بقايا نكهتي
كي تترعرع ملء الأرض عرضاً وطولا .
وكلما استفقتُ من مِيتَتي الصُغري اليها يُعيدونْ.
في يدي الف آآية حلم لو تَعلمون
فيا ليتَ العمر يكفيني ،فأحلامي جنون...
فايّاك يا عمر..!
ايّاك ان تَترهّل حول جفون سَوسنتي ؛قبل الوعد والحلم
ايّاك ان تترهّل فتشيخ احلامي ؛وأموت.
ايّاك ان تترهل يا حلمي؛فأموت

وكأنني اقسمت الاّ انسكبَ شِعرا..

لا وربّ الشعراء ما اقسمت..!
كيف..؟
ومُذ عشقتهُ وشيطان الشِعر فيّ يَتلوى..؟
واليهِ بيت القَصيد أبنيه،
ولهيب الشَّوق في الضّاد يَصَّعَد...
كيف يا لحني ألاّ أنسكب فيك قولاً..؟
وقد تهجّيتُ النور من ثغرك
وغنّاك الحُبور قافية مأسورة ببحر فَيضك
ونَجمي العاطفيُّ قد تَعالى في الآفاق يُنشِدُك
يُغنّيكَ لحناً فاتِك الضَوع ثريّ العبير..
كيف..؟
وقد اقسمت ان أنثُركَ عِطرا على اجساد حروفي
ومرمرا على جيد قافيتي
وبهرجة على خاصرة البوح العتيق.
فلتندَلِق يا شِعر سَحّا كريما رخيّا
ولتُهدني من مَدِّك تَرفا رقيق المعاني
كي ازرعهُ ليلكة تشعّبت على شباك ضاديتي؛فيعشَقني
محارة في بحر قافيتي؛فيعشقني
فايّاك يا شِعر ان تَخذلني.. فيهجوني؛وأضيع.
ايّاك ان تُعاندني؛ فأضيع.

فيا ساكناً بيني وبيني...!
لا تُسلمني لهُنّ فأضيع...
كُنْ يقيني حتى لا يزفرني الضِّياء ؛ فأُظلم...
أو يُعاندني الحظّ ؛ فأتعثّر،
أو اعيش وحدتي ؛ فأجنّ،
أو يخذلني الشِعر ؛ فأهلك،
أو تُبعثرني الغربة ؛ فأضيع،
أو تنكرني الأحلام ؛ فأهرم.
فخُذني اليكَ كي لا اضيع...
لَملمني كي لا اضيع...
واشدُدني الى وترِكَ لحناً للإياب ،
اشددني اليكَ لحنا للاياب.