المخبر

المخبر

بن شرقي الحسين

مخه معدته, معدته مخه .

أبرص اللسان,

يخوض السباحة في المستنقعات بلا تبان.

بحثا عن عنوان شارد بين الأوحال.

لكن سرعان ما يغرق بين جحافل الديدان.

لأنه يجهل قوانين الغوص والنيشان.

له أذنان كبيرتان, تلتقطان أخبار المدينة,

وهمسات الجيران.

له عينان لماعتان, تتحركان في محجريهما

كما عيون النسناس, في حضرة البهلوان.

يقيس سرعة السعال بين الأنف والرئتان.

في جلسات المساء,

يجلس القرفصاء,

داخل دكان سيده. فتتحلق حوله جوقة المخبرين.

يستعرض فنونه في الغمز,واللمز, والاتهام.

فلان ابن فلان شعلة وضاءة يجب اخمادها.

وفلانة طالبة نجيبة, تسير على درب الحق. يجب كتم أنفاسها.

وذاك رجل ينشد الحرية لاولاده يجب اعتقاله.

والحالة المدنية لزيتون المدينة.

ثم يعوي كالذئب ليمرر رسائله المشفرة.

الشيب في رؤوس القوم شعر أبيض.

لكنه في رأس المخبر مسخ أخضر.

شفاهه يغطيها شنب أبيض مثل صوف البكتريا.

عندما يضحك تظهر له أسنان مثل أرجل الأرملة السوداء.

ثدياه ثديا خنيث.

يخفيهما كالعار في انحناءة ضهره المقيت.

يمدد لسانه الابرص كالحرباء.

طويلا كي يلتقط البصاق واللعنات.

رأيته يمشي على الشارع مطأطأ الرأس ملتحفا برنوس الخيانة.

في الظاهر كهلا هادئا وقورا.

لكنه في الباطن مثل أفعى ذات اجراس

ينثر السم لمن يدفع اكثر.

والدافعون كثر.

العميد,المأمور,الرقيب,المختار,و زبانية التتار.

يحتفلون بشيطانهم

بجلسات تدليك وحمام بخار.

ابن الوز عوام, وجرو الكلب نباح.

وابن الخيانة تاجر يبيع الشرف المباح.

هكذا النذالة تنتقل من الأصلاب للارحام.

المخبر في الغدر

تمساح يسترق السمع ويذرف الدموع.

وفي العض كالكوبرا عندما تجوع.

خدعني عشرون عاما

حتي خانته السنين وانفرط عقد لسانه.

وكشف الزمان غطاءه .

كم من سور شيد في طريق الحرية؟

وكم كمين حفر ليغتال الشباب ؟

عشرون عاما وهو يرفع ساقيه للسلطة كما المومس العمياء

دون ان أراه

عشرون عاما وهويتقدم الطابور الخامس

دون ان أراه

عشرون عاما وهو يطعن الناس في ظهورهم

لقاء درهم او وليمة

دون ان أراه