المقامة الحلبية

محمود عادل بادنجكي

محمود عادل بادنجكي

حلب الحزينة التي هدها التعب.. تبكي ليال سافر فيها الطرب

استبدلت فيها الأذكار والتراتيل.. بأصوات القذائف والبراميل.

وسكنت الأنوف روائح لحوم البشر.. بدل الشواء تحت ظلال الشجر.

امتلأت شوارعها بأكوام الرصاص.. عوض فستق احتكره لتسليته قناص.

كنا نكره تخميس سيارات المائعين.. أضحى التخميس بدبابات الممانعين.

صفاء سمائها أضحى هباب.. وحصن قلعتها أضحى بلا باب

أسواقها لم تعد للبيع والشراء.. بل ساحات لصنع الشهداء

لحظات يومها كانت ملأى بالفنون.. فجعلوا من شوارعها ملعبا للجنون.

حلب.. حبيبتي.. هوني عليك.. فالهوى كله مرهون لديك

كثير من الغيم أعتم سماك.. فاستمطرته خيرا ربوع رباك

ستعود التراتيل والأذكار.. وستلونك الورود والأزهار

وستصدح لياليك بالطرب.. فأنت كنت ومازلت وستبقين حلب