مدن الثورة

أحمد العراقي

الى الشعب الثائر في مدن سوريا الثوره

لا تبتئسوا ان كثر فيكم القتل

وتقهقر جيشكم وسقط اللواء

وجمعت لكم الدنيا أشرارها

وأستولا على الامور الغوغاء

فأنكم جميعا والله جيش محمد

ما أنكفأ نفر حتى جاء مد السماء

في الزبداني طفل يحمل علما

لايخاف الموت وأن جاء سواء

شيخ يجره مرتزق أعجمي

سالت على شفتيه الدماء

في الرستن فتاة عمرها عشر

أصابها من كثرة الجوع أعياء

حاصرها جيش أطلقت صرختها

فكانت قذائف ملتهبة حمراء

أين المفر يا طاغية العصر

أغرك في جيشك كثرة العواء

وفي أدلب أم أصابها جزع

لموت وليدها فعز عليها النداء

خوفا من أن لا يأتي النصر

ويذهب من قلبها الرجاء

وفي درعا شهيد حمل روحه

طاعة لربه الرحمن منه وفاء

سقط مضرج بدمه ضاحكا

ليوم سوف يأتي لوطنه دواء

غدا ينبت غرسا زكيا مثمرا

لاطفال الوطن سوريا البهاء

ويفرح أبنائها بدم كل شيد

أرتوت أرض الشام بها عطاء

وفي دير الزور رأيت نخلة

أصابها من شدة الخوف جرداء

أحتظنها طفل صغير كانت لامه

تحت ضلها لحظة أرتخاء

وفي جبل الزاويه أرتوت صخرة

من روح مقاتل جفت دماء

فكانت كل صرخة فيه أثرا

بين ترابه كان سيل الماء ثراء

عين عيسى أصابها رمد

من كثرت الدخان لم ترى ضياء

جفت سنابل الخير في أرضها

فلم ترى سوى صخور سوداء

حرستا لم تعش يوما حزينة

وكانت الافراح فيها بكرة ومساء

أصبحت بيوتها حرثا للقنابل

في كل زاوية مصيبة وبلاء

وفي حي جوبا تطايرت بيوتها

حجرا أسودت بها السماء

فلم يبقى للانسان فيها مهجع

يأوي اليه وأطفاله كلهم مرضاء

الحجر الاسود كانت جلدى عصية

على الاعداء يوم كان النداء

عز عليها موت أطفالها

ولكن للحرية تضحية وسخاء

مدينة يبرود نثرت شعرها

فكانت للرجال عزيمة شعواء

وفي كل شعرة آلاف القنابل

تدك أركان الطغاة فكانت رجاء

وفي كل شعرة بلسما شافيا

وكانت للجروح ضمادا ودواء

وفي الحوله جولات أرهبت  

شبيحة الضبع فكانت نداء

فهبت جحافل المقاتلين زحفا

للتحرير فكان منها للوطن وفاء

وفي حي القابون كم مرة

أنهزم المرتزقة و هربوا وراء

وكم من الاعداء جاءوا بهم

الجرذان من واء الاسوار خفاء

فكانوا طعاما للنار عشية

وكان أكثرهم ذهبوا هباء

والرستن انهكتها زمجرة القنابل 

فما نامت اعين اصابها سناء

فتى يافعا دفنوه حيا

يتمتم بأسم الله قرب اللقاء

الله أكبر والشهادة في فمه

امتزجت مع التراب دعاء

حمص ما فتأت تزف افراحها

شهداء كل ساعة شهداء

أن كان الرهان على الدم

فأن آلاف من الرجال فداء

إدلب دواليب دارت رحاها

ودارت مع الايام شمس رخاء

لا تبتئس ابن ادلب ابدا

فأن غدا وراء الموت هناء

لا تأتي الحرية الا بعد ثورة

تعز بها شعبها بعد عناء

سوريا لا تحزني فأن النورقادم   

وفي علاك شموخ دائم وضياء

أذا علوت فوق الجوزاء دائما

فذاك فخر للعرب وثراء