يا خال

أبو حسن الزكي

إذا ما النفس ذلت وانحرفت وتعفنت العقول في خوابيها

فالحزن في لغتنا إذا ضاعت لأنهم ما حسّنوا قوافيها

يعتزون بجميع اللغات افتخاراً بل جهلاً بلغتهم وما فيها

لا يفقهون رفعة مكانتها

حضارةً عظيمة استهانوا فيها

صرفوا هدراً جل قواعدها حتى شحت ونضبت سواقيها

فأضاعوا كل شيء يرفعها بعد ما الأسلاف سمو فيها

غار الانحطاط فيهم سفلاً مخالفين كل من شدا فيها

كانت تعلو في السماء شامخة فتزعزعت جميع رواسيها

أراها تضيع من أياديهم لولا القرآن العظيم يؤويها

الأقلام غاصت في بحور جفت عجزاً من عمق معانيها

العلم فيها لم تكتمل معالمه بموت أبي عثمان وبعض مبدعيها

***

أين أنت يا عبد الله يا خال وانت من كبار متقنيها

قاوم ، قاتل ، دمّر ، واسحق كل منْ غيّبها وكفر فيها

لتكون في الأمة بطلها وتعيش قهر من عصا فيها

دمت لنا ذخراً للآباء لابدّ من ساعة نلتقي فيها

يوم تنجلي الغبار عن سمائنا ويهطل الخير وتجري سواقيها

ثم تنبت الخيرات من جديد ، وتعود بلادنا لسالف ماضيها