اسألوا هيرودوت .. عنا..

اسألوا هيرودوت .. عنا..

بنعيسى احسينات /المغرب

[email protected]

اسألوا هيرودوت والتاريخ القديم عنا..

اسألوا البونيقيين والفينيقيين عن همتنا..

اسألوا الفراعنة واليونان عن حكامنا..

اسألوا الرومان والوندال عن شجاعتنا..

اسألوا الأندلس والعرب عن فتوحاتنا..

اسألوا البرتغال والإسبان عن حروبنا..

اسألوا فرنسا والإيطاليين عن مقاومتنا..

تنبؤكم أننا كنا ندير الزمان دوما هاهنا..

لم نهب القمع والطغيان في طلب حقنا..

فحقنا ملك مشروع، لا ينتزعه أحد منا.

نحن قوم لم ينصفنا تاريخ الإنسانية..

نحن أبناء أمازيغ أحرار النفس الأبية..  

احتضنتنا الجغرافية بحب وشهامة..

تنطق فيها الأماكن بأسماء أمازيغية..

تجمعنا قبائل كبرى بشمال إفريقية..

من بني  صنهاجة وزناتة ومصمودة..

المتوغلة في أعماق تاريخ البشرية..

تتوق دوما لاسترجاع الأمجاد الدفينة..

من ظلم صانعي التاريخ وشر الخليقة.

لتستعيد الأمازيغية قيمتها كلغة وثقافة.

قهرنا الغزاة والدخلاء الجدد والأقدمين..

رحبنا بدين الإسلام قبل دخول الفاتحين..

فتحنا الأندلس وأسسنا دول  الجبارين..

من دولة الأدارسة وأحفاد الأورابيين..

إلى دولة المرابطين، ودولة الموحدين..

من دولة المرينيين إلى دولة الوطاسيين..

من دولة السعديين إلى دولة العلويين..

انصهر العرب واليهود فيها بالأمازيغيين.

لسنين خلت من دون تهميش الأصليين..

فبمغربيتنا نفتخر بين الأمم في العالمين.

زوجنا إدريس الأول بكنزة الأورابية..

بعد هروبه من كيد حكام الدولة العباسية..

نصبناه علينا أماما مبجلا لتوحيد الكلمة..

بنينا معا دولة قوية تشيع بشعائر سنية..

توالت عندنا من بعد ذلك دول أمازيغية..

بنت إمبراطوريات  في إفريقية الشمالية..

وامتدت سلطتها  إلى الجزيرة الإيبيرية..

من دولة المرابطين إلى الدولة الموحدية..

من دولة المرينيين إلى الدولة الوطاسية..

كلهم من صنهاجة.. ومصمودة.. وزناتة.

لم نضق ذرعا بحكم شرفاء السعديين..

بايعنا من أجل وحدة الوطن، العلويين..

لتستمر الدولة الوطنية دائما في العليين..

نبذنا  التمييز والأحقاد بين المواطنين..

كلنا مغاربة أحرار لا أحد فوق الآخرين..

بالمصاهرة أذيب الفرق بين المتآخين..

فالعربي والأمازيغي مغاربة في العالمين..

وإن اختلف اللسان والنطق بين المقيمين..

فالاختلاف في اللغة رحمة بين المسلمين.

فلا فرق بينهما أبدا إلا بتقوى المؤمنين.

فمهما تنكر لنا تاريخ الغزاة القادمين..

ومهما قاسينا من خداع وتآمر المتآمرين..

ممن رحبنا بهم بالأمس، من الوافدين..

من الحجاز والشرق، باسم دين الفاتحين..

باسم القرآن فرضوا لغتهم على المحليين..

همشوا لغة الأجداد وهوية المغاربيين..

فلغتنا وهويتنا باقيتان أبدا مع الخالدين..

رغم فعل الإقصاء في حق الأصليين..

سنبقى أبدا أوفياء للغة الأجداد السابقين..

وسنحميها من العدى وإن كلفنا ذلك سنين.

نريد أصلا العدل كأساس الحكم يحمينا..

نريد طرا الحق والمساواة يشيعان بيننا..

نريد حقا تسامحا ينصهر فيه اختلافنا..

نريد كرامة لا نريد خنوعا لأول أمرنا..

نريد دينا قويما واحدا يوحد اتجاهاتنا..

نريد سياسة قوية واضحة تحقق وحدتنا..

لا سياسة ضعيفة غامضة تفرق صفوفنا..

نريد حرية وتعليما وصحة وسكنا لأهلنا..

نريد ثقافات أصيلة نبني بها حضارتنا..

نريد تعددا في اللغات، باختلافها تغنينا..