المواطن المستقيم

حنان العوادي

تونس

عفوا فأنا المواطن المستقيم.. أستأذن إن أردت الكلام

أستأذن إن أردت دخول الحمام

اعتدت أن أنحني حين تهب الرياح

ثم استمع بكل إجلالٍ عندما يشهج الحاكم بالنباح

عفواً فهل أنا إنسان.. فقد تعودت دوماً أن أكون ذلك الشيء الجبان

تعلمت الخوف حين صفعت أول مرةٍ في المدرسة

تعلمت أن أبتسم مجبرة مكرهة.. تعلمت أن لا أستاء

فهل يستقيم الاستياء مع الغباء..

عفوا وشكرا وهلا سمحتم لي بالمرور

فأول شيء تعلمته في وطني قانون العبور

يقف الضئيل فيمر الجميع

باعوض وديدان وغربان وكلاب الحاكم الفظيع

فهلا سمحت لي بأذنك لأهمس فيها سري الخطير

أني أريد الحياة حتى لو كنت غائباً عنها في سبات

أني أحب الحياة وأكره ذلك الحاكم الحقير

فحين رحيله لم يقل عفوا كما تعلمت مذ كنت جنين

عفوا لجلدي وإذلالي حتى أن الذل تعلم مني كيف يكون ذليل

لم يقل عفوا إني أريد الفرار

إني سرقت أموال الشعب في جرار

واني تركت هدية لكل من قال إني مواطن

قناصٌ ورصاص وتركت للوطن الدمار

ألم يعلم فقد ترك لأبناءه وأحفاد أحفاده ألف عار وعار

عفوا لأني مواطن له إحساس

عفواً لأني لم أخشى يوماً الرصاص

عفوا فالربيع فيا تعلم توا الكلام

قال أبي قال أمي ردد القرآن

واعتاد أن يرد كل تحية بالسلام

فصدق أنه لم يعتد أن يكنَ للحاكم الخائن الاحترام

لأنه ببساطة لم يقل شكراً ثم عفوا

لأنه ذاك السرطان

الذي اغتصب بدني السليم فعفوا أنا المواطن المستقيم.