غُرفة عَمليات رَقم 242-338

غُرفة عَمليات رَقم 242-338

أميرة منير الفرا

[email protected]

سَتغيبِ عن الدنيا  دقائق.. وإن تَعدت الدقائق.. فَسوف تَصلين..إلى الثُقب الأسود..

تَدفقت تِلك الكَلمات.. دُفعةٌ واحدة. إلى أُذناي,,

عَلى يَقين بأنني سأرى .. رُوح وطَني الضائع فِي المَجرة,,

وأصِل إلى حَل لُغز الحياة المُستمرة رَغم كُل الظُلم..

وَضع العَالِم.. داخِل تِلك الأنبوبة سائِل مَا.. وكَأنه يَحِنقني بِدم لِشخص,,

مُؤرخ..بَاحث,, عَالم.. كَانت تِلك الفُقاعات التي تَظهر مِن اندفاع الدم ..

مَجنونة كــ جُنوني الذي غَرق العالم . فِي إعصار اليقين..

رأيتُ نَفسي وفِيلم مُصور عَن حَياتي,,

شَاهدتُ وَطني ومَن فيِه..

تَيقنتُ بَعد هذا أن الرحلة سَتكون مِن نَوع آخر..

بَل كانت التَجربةُ الأولى .. لزُمرة العَلماء..

وكُنتُ المِثال الصعب..

والجسد النَشط بِيولوجيا.. فَقد أنجَبتُ الكَثير مِن الثِوار . فِي ذاك الزمن..

وأثارت أخبار وكِتاباتي وأطفالي ضَجة فِي أمريكا..

والعاَلم الجديد..والعَالم الثالث..

حَتى لَقد وَصل عِني لِدول الجِن ..أن هُناك إنسية تَلد.. أطفال ثُوار..

وكأنها تُرضعهم حَليبِاٍ مَقدِسياً .مِن ثَديها المُقدس..

قَد تَنبأت الكَنيسة والكَهنة.. بِتلك الأقاويل..

وقَّد أصبَحتُ كــ الكَنز الذي يُريده الجَميع!!

كَانت حَياتي أشبه بِالصقيع..فَلقد كُنت أرفض أن أرحل عَن وطني..

مُخَلِفة .. أطفالي الثُوار.. وأطفال الحِجارة.. والصِبية المَقدسيين.

لَم يَعلموا بأن السِر.. يَكمنُ في الأرض المُقدسة..

فــ َ تِلك الأرض.. بَعثرتِني وكَونتني,,

وألمتَ بِي بَين أمواجِها المَجنونة.. المتأصلة .كالتُراث..

لَم يَعلموا بأنني ِ إن رَحلتُ عَنها سأفقِدَ .. تِلك الهِبة مِن خالقيِ,,

ومَن أنجِبَهُم لَن يَكونوا ثوار.. أو أحرار.. أو حَتى أصحاب رؤوس الأموال..

بَل سألد لَهم .. أطفَال.. غُرباء.. مَجهولون الهَوية .. مُعذبون فِي الأرض المنسية..

كُل تِلك السُحب الحمراء لَاحت أمامي.. مُغرية .. لِعيوني بِالنهوض والجنون..

لَكنيِ .. كُنتُ فِي أقصى حَالات الاستسلام التي لَم أعرفها فِي حَياتي..

قَد . تَيقنتُ شَيئاً واحد.. كُنتُ أراه.. وهُم لا يَرونهُ..

كُنت أرى مَوطني.. وهَويتي ..

رأيتُ بَيتي المُهِدم.. وشَارعي المحطم الحزين..

رأيتُ بقايا مَدرستي.. اليتيمة..

رأيت بَيارتي العتيقة...........

كُنتُ اعلم أنهُ الموت.. الموتُ فِي حَضرة فلسطين..

كان لهُ طَعمٌ آخر..

فَلقد عَشِقتها حَتى إني كَرستُ تِلك الهِبة فِي إنجاب الثوار لَها..

هي كَانت كُل ما أمُلكه فِي تِلك الليلة الضَائعة~ مِني ..

كَانت نِهايتي وَشيِكة,,

وكُنت فِي أجمل ,, صَورة ِ لي..

كــ أنُثى شَامية , تَحلُم بِالتحرير والحُرية..

نَظر العالم ذو الجِنسية.. الإسرائيلية الأمريكية ..

وهَمس بِالقرب مِن أُذنِي ..\  عَيناكِ جَميلة .. يا أيتها الأم الثورية!!

لَم أنفعل.. بَل وَجهتُ لَهُ ابتسامة نَصر,,

ابتسامةَ  حُرية اللاحدود..

ابتسامة حُب لِلوطن..

ابتسامة استقلال فلسطين..

ابتسامة كُل الشُهداء والأسرى وبَقايا الثوار الأحرار ..

وأخذتُ تِلك الشَهقة القَوية..

لِــ امرأة لَم تَعرف الانكسار..

أنتفخ صَدري بِالهواء.. وكَان .. آخر وأضل زَفير لِي ..

كَانت النِهاية..

وبَقيت بَسمة الانتصار.. مُعلنةَ على شِفاهي.

لَم يَستَطِعو إرجاعي لِلحياة..

وكُنتُ ,, هُناك.. فِي وَطني أشدو كُل آيات الحُب

وأُسلِم رِسالتي..

كُنتُ اُسِطر كُل مُهماتي وانتصاراتي الجَمة..

فَلقد.. رَحلتُ إلى خَالقي..

وبَقي خَلفي.. ألف مِليار مِن الثوار..وِمن الأبناء..

وبَعد سَنوات.. نَظرتُ مٍن السِماء..

لأرى أحبتي ..

وجَدتُ صِرحاً ضَخماً..

وكان جَسدي..

ووجهي..

وكُل أحلامي.. فِي ذاك الصَرح ..

فــ تَيقنتٌ.. أنني شَهيدة..

فِي سيبل الله والوطن..

وبِجانب الصَريح رأيت .. بَعض الأطفال..

وكانوا أحفادي..

...فَعِلمت .. أن  هِبتي نَجحت والثوار فِي تَزايد..

إلى يَوم الانتصار...