واِن لم تكنْ.. كُنْ أنا

انظار العتيبي

اِهربوا مني ..

لأني تناولتُ المحبوب

شرابَ كأسي

لا تجلسوا معي الليلة

لأني الليلة مجنونة

أخشى أن يطغى عليكم طوفان سكري

كما امتلكَ الطوفان رأسي

يا أيها الذين لا يعلمون ببكائي في ليلة موتي

جرعة واحدة منه تسكر العالم

بل تقتله ..

عمري الثري قد انهار بلا نتيجة

أفقد حياتي مقابل التفاني الليلة

مقابل أن ألقاكَ

قلبي مقبوض من كل شيء

من الأرض ومن الزمان

في حياتي كم هو الحزن

قلبي مقبوض من الكلّ

سوى مِن .. مِن .. مِن ..

يا أيها الزمن الملعون

مرٌ ما أصفك به

كم أعطيتكَ يا زمني أنوثتي

ولكن كل ما قدِّر لي توحّد الموت معي

كم أعطيتكِ يا أرضي شهوتي

ولكن كل ما استذوقته في خيمتي مرّ المذاق

هذه الليلة من تلك الليالي التي

مرة أخرى أجن بها

في وحدتي عاشقة

كلّ مَنْ حولي احتفال بالأوهام وان صدقوا

لا خبر لا دفئ .. لا.. لا.. لا ..

 أسيرة الجنون

وما يشفع لي اني أسيرتك

هذه الليلة من تلك الليالي التي أرغب بالصراخ

ما بين ليالي الغرباء ينطق ألمي

من كلّ هذه الدروب يستنقذني عدمي

في التهجّر مني اِليّ

قلبي في تهالكٍ وقيامة

ماذا تفيد الحياة ..؟..

اِذا ما كانت لنا طاقة لا تنتهي

مَنْ يصل لانقاذي ..؟ ..

كنْتَ من غروب الهجر مني

وأنتَ طلعة الشروق منكَ اِلي 

فقد وصلتُ للنهاية

كنْ أنتَ

واِن لم تكنْ .. كنْ أنا

هيّا تعالَ من جديدٍ لتكون بدايتي

وافصل العتمة عن قصتي

قطِرْ على حديقتي

دُسْ على أثار آخر مكان البكاء لي

آثار الحريق على جيدكَ من دمعتي

فبدونكَ تخلو أنفاسي

كنتَ ..

فكنْ دوما اليقظة الحمراء لسباتي

أمحُ مرارة القدر التي أتعبني

من دونكَ ..

فارغة أنا ..

ودربي الى السقوط

عَطشُ كائن من صحراء نجد

لا أرغب أن أكون أمنية طافية

لم أكن أملا خافة

أعرف اِنكَ لا تجعلني في نهاية القصّةِ

أن لا أقولَ كلامي

فالعشق مثل الطيور تدور على حَبِّ حروفكَ

فكنت غرامي ..

الفصول تأتي وتذهب

فتبذر ألوانها منكَ بجسدي

والشمس تأتي وتذهب

ويعجبني فيكَ هروب العتمة مثلها منك

زرعتْ هذي الفصول ثمرتها لاطعامِكَ في جسدي

والفضاء يحصد الشمس كي تهديكَ داخلي

والأنجم انبذرت غابات كي تجذبكَ لصدري

لتبقى عيني بحيرة ملح

كيما تغزر كي ترويك

وأهاتي نبعة من ذكريات

قصيدة تشفيك

فضوّع عطري بحسّ غابات البكر المخيفة

بعد عاصفة مطر وريح

رأيتك نهرا ولكن عشتُ قبلكَ بحرا

عرفتُ الأنهرَ العذبة تسقي البحار

لتحوتيني موجة خضراء

كانت الصحراء جسدكَ العطشان

اشربني ما دام بتُ كأسَ الشراب بيديكَ

فقد عشتكَ نجما ولكن عشتُ قبلكَ كونا

عرفتُ الأنجمَ المُنيرة تمحو عتمة الأكوان

لترقِصني أنتَ فلكا في السماء

هذا أنت .. مَنْ ..

فابقى مجهولا

أنتَ العربي الذي بشعلته

يشتعل الخضارُ  في كلّ مكان