أجَسدٌ عندَ الوصيدِ، هناكَ؟

محمد الهجابي

[email protected]

وقتٌ منْ هباءِ الفلواتِ ينغلُ في مَسام الجسدِ.

وقليلٌ من الانتظار،

ثمّ تتلاشى هيئةُ الجسدِ المهجورِ،

منذُ أن تصادت صرختُه الأولى معَ ماءِ العفَنْ.

من الماءِ إلى الماء،

لمْ يكنْ حوضُ الماءِ ذاكَ بصفاء العيْن،

و لا ذاك،

لمْ يكنِ القماطُ الرؤوم.

ومن ماء الرّحم إلى ماء الكفنْ،

ماءٌ عطنٌ، فحسبُ.

وبيْن كفٍّ أولى، وبيْن كفٍّ ثانيّة،

بيْن اليمينِ،

وبيْن الشمالِ،

لمْ تكنْ تلكَ الولادةُ مقرونةً بدربةِ صاحبةِ اليدِ الحرون،

حتّى يَصدُقَ الخَدعُ.

وها قليلٌ من الانتظار،

وقليلٌ منْه كذلك،

وقليلٌ ثالثةً،

ثمّ يهجعُ الجسدُ عندَ وصيدِ الجبّانة على مهلٍ،

كأنّما يرقدُ منْ تعبْ،

كأنّما منْ علاماته كلِّها ينسحبْ،

كأنّما يستعجلُ الرّقاد الوطيد،

حالةٌ من الانتشاءِ،

عصيةٌ عن الفَهم،

أو غايةٌ من الاشتهاءِ،

استغرَقته،

إذْ  استمرأَ وجعَ حنينه إلى البداياتِ،

يومَ لمْ تَكنْ،

ولمْ يَكنْ،

ولمْ نَكنْ.

لا الصورةَ صارَ،

ولا جَسدَها.

لمْ يعدْ ثمّةَ مكانٌ لتعليق الحكم الصادر،

بعدَ الآن،

فالحُكم قُضي،

بيْن عُروة الشهيق وعُروة الزفير.

بيْن خطّ التلكؤ وخطّ الاندفاعْ،

قُضي الحكمُ.

ولا شيءَ لمْ يعدْ حولَه أيضاً،

هو وحدَه الهاجعُ هناكَ في المحْفَل،

ولا شيءَ غيْرهُ،

سوى هذا القُلاعْ..