وطنية هي الأشجار

وطنية هي الأشجار

أحمد توفيق

[email protected]

في البدء أقول

ارض بلا شجر

هي وطن بلا ذاكرة

عيون لا تسعى لقدر

عزيمتها ماكرة

*      *     *     *    

اقطف صحو ومضك

 من احتكاك جانحي نحلة

 تبحث عن زهر برتقالتها

أعلى من العشب

قليلا

كعلو صلاة على  جبين الشهيد

ساعة الاذان

يتجلى ضوؤك الرطب نكهة

 معمدة  بالغياب وبالندى والضباب  

في مرايا  الروح

ورفل الحنين المسافر

 في قافية الاقحوان

أرتق بعقد من النأي المطور

 سني الغياب المسطر

في لوائح الطغاة

واجس بالذكرى موضع خطى تورمت

على ظل صبارها

في خرائط الكره المدان

ارمم ما تهدل في الذكرى

  من  تبادل التحيات على الشرفات

وحزن الجنائز وضجر الحواجز

والاقامة الجبرية

في حضن وعد

يرنو اليه

 اجمل الاوطان

والح على الراهن الثقيل

 بصبر حميل

هل لي كسرة  من حنين

الى تراب اصفر ناعم؟

يفهم وخز الشظايا في قدم تشوهت

الى غير رجعة

و مطر يروي شفاه ارملة  تلعق  عن يتم اطفالها

 في خيمة الريح واللجوء ملح الموج

ويابس الحرمان

وانثر على من  مر بهم

 موكب الجنرال

حين الركام

على قارعة الظهيرة

ما تبقى من الظل الندي

في فاجعة  السنديان

والقي  بقلبي

 لانسياب الماء في جداول  الري البدائي

 تلقفه يمامة فرت لتوها

من بارود صيادها

تقمطه بالهديل

وحكمة التأويل

في سلامة البيلسان

تضرعا تفلت رقية السرو الى تميمة الماء

حين نصغي الى لباب جرحنا

ونفرك قانعين اكتمال قمحنا

 وحين يهبط دوري

 ويمحو اثر اخر الجنود

من باحة البيت  المعطر

بهيبة الريحان

تقدم قليلا في الغياب

 واسرج قناديل  رؤاك

على عناد عوسجة ترنم لحن المصير

على مقام  العزاء حين الصبا

وعلى سجية الاباء حين النفير

تزغرد ثكلى ويولد قتلى

وتزهر دفلى

وتضع مولودها حبلى

ويتلى البيان

حتمية نبوءة الشجر البلدي

حين تكبر اعلى  من شائك الاسلاك

على  نبع  الصهيل الاول

اذما تطوقها  في باهت  الرواية

 ذاكرة  الزعفران