في قريتي

مؤيد طه

في قريتي 

ما عادت الحياة تنضدح 

ولا العصافير 

تغرد وتصدح 

حتى الكلاب ما عادت 

تنبح 

قصف وموت 

وتدمير للبيوت أصبح 

في قريتي 

ما عاد القمر 

بين السحاب يضيء ويسبح 

في قريتي 

سرقوا الطفولة 

ما عادت الأطفال تلعب وتمرح 

في قريتي 

ينكشف للفرعون وجهه الأقبح 

فكيف للناس 

عن جرائمك سأشرح 

عن طائراتك 

التي ترمي البراميل 

ومن سماء قريتي 

ما عادت تبرح 

أم عن شظايا قذائفك 

التي تقتل وأخرى تجرح 

فتحت جبهة الجولان 

في قريتي 

وإسرائيل تنعم به وتسرح 

ما بخلت علينا 

بسلاح القاتل 

لدمائنا به تسفح 

قذفتنا بالفراغية والعنقودية 

معتقداً أنك بها تنجح 

وإن ثقلت كفة ظلمك 

في قريتي لن ترجح 

ماذا أبقيت في قريتي 

شوارع خالية 

وأبواب لا تفتح 

وخوف من وراءه نتأرجح 

سقط قناعك 

وانكشفت أكاذيب المسرح 

سرقت كل ما في قريتي 

وما زلت في الشام 

كلباً ينبح.

هذه القصيدة 

إهداء لكل قرية 

وبلدة ومدينة 

منكوبة في وطني الحبيب 

كتبتها عندما أجتاح 

الجيش النصيري بلدة 

تفتناز ودمر ما دمر 

وأحرق ما أحرق 

وقتل ما قتل 

وأصنام العروبة 

كأنها تشاهد فيلم 

وثائقي عن الحروب 

لا يدرون أن من قتل 

هم أخوتهم في الدين 

وأبناء عروبتهم.