في ذكرى القرصان 2

في ذكرى القرصان 2

جمعة (رصوا الصفوف فالنصر قريب)

طريف يوسف آغا

[email protected]

كتبت هذه النثرية عام 2006 في الذكرى السنوية السادسة لرحيل الأسد الأب تتمةً لقصيدة سابقة تحمل نفس الاسم ومتوقعاً قدوم الربيع العربي، وهي تنشر اليوم لأول مرة

عذراً أيُّها الحاكِمْ ... ولكِنْ

لايختزلُ الوطَـنُ بحـاكِمْ

إنْ كانَ التاريخُ حقّاً سَـيذكرُ أمثالَكْ

فبأنكُمْ ثبتُّمْ كراسـيَكُمْ بالجمـاجِمْ

وأنكُمْ حتى وصلتُمْ إليها

صنعتُمْ مِنْ أشـلاءِ شُـعوبِكُمْ سَـلالِمْ

أتيتمْ مِنْ أعشاشِ الجهلِ والتَخلُّفِ

مَنْ يسمَعُ كلماتِكُمْ يحسبُها طلاسِـمْ

هلْ حقّـاً صدَّقتَ بأنَكَ في التاريخِ طفرة؟

معَ كُلِّ ماارتكبَ نظامُكَ مِنْ جَـرائِمْ

أو أنَّ اللهَ أرسلكَ للشَّعبِ مَدداً؟

ونظامُكَ أقامَ على جُثَثِ الأبرياءِ الـولائِمْ

لاأعتقدُ بأنكَ قد نسـيتَ

كيفَ علّقتَ المشانِقَ مِنْ دونِ محـاكِمْ

وكيفَ حفرتَ المقابرَ الجماعية

وملأتَ بطونَها بالآلافِ مِنْ دونِ مراسِـمْ

أنْ تُسمّيَ كُلَّ هذا بالعملِ التاريخي فأيضاً

هولاكـو دخلَ التاريخَ دُخولَ البهـائِمْ

وهلْ حقّـاً مازلتَ تجهلْ

لماذا الشَـعبُ كانَ عليكَ نـاقِمْ؟

لماذا الشَـعبُ ليلَ نهارَ كانَ

بفصلِ رأسِـكَ عَن جسدكَ حـالِمْ

وأنْ تُقامَ لكَ ولحاشِـيَتِكَ سـاحاتُ إعدامٍ

تُساقونَ إليها سَـوقاً على أربعةِ قَـوائِمْ

لاتفرح إذ وصلتَ إلى قبركَ قطعةً واحدةْ

فالقبورُ تُنبشُ حينَ يأتي الوقتُ المـلائِمْ

ولسـتَ بحاجَـةٍ لمنجمٍ ليُخبرَكَ بأنَّ

الدورَ، عاجِلاً أمْ آجِلاً، عليكَ قـادِمْ

سَـيأتي حينَ يستعيدُ الشعبُ كرامتَهُ

وتهبُّ على الوطنِ مِنَ الحريَّةِ نَسـائِمْ