ورثْتُ أبي وكلَّ جيناتِه الوسْخةِ الدنيَّةْ

أستميحكم عذراً

أبو الفضل الشامي

بمناسبة :

خطاب الرئيس بشار الأسد في مجلس الشعب

أستميحُكم عذراً ، وأبوءُ لكم بذنوبي ؛ الخفيَّةِ والجهريَّةْ

فقد أَوْصَدْتُ كلَّ النَّوافذِ والمساماتِ ، وشددت عليكم القَبْضَةَ الأمنيَّةْ

وكلابَ حراستي زدتُها أضعافاً مضاعفةً ، وزدت لها معاشَها والمزيَّةْ

كيلا يتسلَّل بينكم " مندسَّون " ، ويسمِّموا عقولكم البريَّةْ

أَدخلتُكمْ غياهبَ سجوني السِّريَّة

مخافةَ أنْ يُصيبَكمْ عدوى " فيروسٍ " خطيرٍ ، وشرِّ بليِّةْ

يُسمُّونه في بلاد الفِرَنْجَةِ " حُريَّةْ "

أحرفٌ أربعةٌ لكنها أخطرُ عندي من القنبلةِ الذرِّيَّة !!

غرَّبتكمْ ... شرَّدتُ بكم ، لتعرفوا معنى الوطنِ والهويَّةْ !.

سقيتُكم من كأسِ الذلِّ مُترعةً حتى تذوقوا طعمَ العبوديَّةْ

وقتلتُكمْ في دَرْعا واللاذقيَّةْ

مثلما صنعَ أبي تماماً في حماةَ العَصِيَّةْ

فالتاريخُ يعيدُ نفسه

وإنَّ العصا من العُصَيَّةْ

مزَّقتُم كلَّ مُمَزَّقٍ ، وغذَّيتُكم بالطائفيَّةْ

والعصبيَّةِ والقوميَّةِ والشعوبيَّةْ

كلُّ ذلك فعلتُه ، لأحافظَ على الوحدةِ الوطنيَّةْ

اعذروني فهذا ليس من شيمي الفرنسيَّةْ

لكني ورثْتُ أبي وكلَّ جيناتِه الوسْخةِ الدنيَّةْ

حتى أزلامَه ورِثْتُهمْ وأقلامَهُ المأجورةَ الغبيَّةْ

وفراشَه ولحافَه ووسادَتَه الهنيَّةْ

ووَرِثْتُ كلَّ مفاسدِ الجمهوريَّةِ العربيَّةِ السوريَّةْ

وتدمرَ وصيدنايا وفرعَ فلسطينَ ووحوشَه الآدميةْ

وورثتُ الشبِّيحةَ والبلطجيَّة

وُرِّثتها والسوسُ ينخرُ في عظمِها ، ويلعقُ في الدماءِ الزكيَّةْ

وورثْتُ الشَّعبَ ، و" قصرَ الشَّعبِ " بكل جواريه وخُدَّامه وأزلامه وتحَفِه وجواهِره السَّنيَّةْ

 و" حزبَ البعثِ " ورثْتُه ، كان نعمَ المطيَّةْ

 ما زال يجترُّ شعاراتِهِ المتهرِّئَةِ ؛ وحدةً وحريَّةْ

وورثْتُ عن أبي نائبَه ، وورثْتُ المفتي وفتاواه الإباحيَّةْ

ومهرِّجَ القصرِ ومضحكَ الملكِ بألعابِه البهلوانيَّةْ

والمطبِّلَ والمزمِّرَ والمغنِّيةْ

وورثْتُ لعبتَه التي كان يلهو بها

تعرفونها جيداً ، إنَّها القضيَّةْ

وورثْتُ كلَّ جمهورِّيتِه الملكيَّةْ وكلَّ أثاثِها وأوانيها الذهبيَّةِ والفضيَّةِ والماسيَّةْ

لهوتُ بها مثلما كان يفعلُ أبي تماماً

فغضبتُمْ – يا لَلَعَجْب - وقلتم :

باعَ الولدُ اللعبةَ القضيةْ !

أنا كما عهدتموني صامداً شامخاً بطلاً

لكن على الطريقةِ الأسديَّةْ

لا ترفعوا أصواتَكم !. لا تثوروا عليَّ !

فالثورةُ صناعةٌ يهوديَّةْ

والثورةُ مؤامرةٌ حيكت بأيدٍ خارجيَّةْ

سأعطيكم وعودي وعهودي

وخبزاً وكرامةً وحريَّةً ونابلسيَّةْ!!

أخونُ من ذئبٍ

أخدعُ من ضبٍّ

أكذبُ من سرابٍ

دينُه الظلمُ والدمويَّة

يضحكُ ملءَ فيه – فُضَّ فوه - ولمَّا تجف الدماءُ الزَّكيَّة

لا تسمعوا له ! ولا تصدِّقوا وعودَه السخيَّةْ

فقد ورثَ عن أبيه الكذبَ ، والكذبُ له سجيَّةْ

لا تستمطروا سحابَه

لا تستسقوا ربابَه

فبَرْقُه كبرقِ السَّحابِ الخُلَّبِيَّةْ

وهبُّوا سِراعاً لنجدةِ درعا الأبيَّةْ

والذبيحةِ – أفديها بروحي - اللاذقيَّةْ