المشهد الأخير من سفر اللجوء

أحمد توفيق

Feqa25@gmail.com

بطفولة اصفر ما يحلق في  الذاكرة

من برتقال الوجوه

 ويهوي  كلقلق

في ماء الاغتراب

تعلو لامع العينين أنت

تطل  على  موضع القبرة الأول

وتعد قفزاتك الصغيرة

كبراعم  الصبار

خلف عوسج الغياب

تطأ بقلبك حبة الزيتون

تمسح صورة الشهيد على عامود الإنارة الليلي

تسال عن  النوم المبكر لنوافذ الكادر الثوري

عن تورم الموز  خلف الحدود

رتابة اللجوء

ولازمة الخضاب

تحشو رصاصتك بحرمة دمعها

إذ تصب  أم الشهيد قهوة حدادها

حين تفرك من يابس صبرها

لصغار اليتامى

فتات العذاب

وبعد نأي مما يعد المبعدون

يبعث وطنك من صلب الكلأ وترائب الماء

يقفز موتاك واحدا واحدا

من  مروج الشهادة باسمين

 ينسلون

 من سرو الغياب

قادمين من رجع البندقية الجوفاء

ساخرين من الساخطين على مشيئة السماء

  ونورس الحياة

في فجر الضباب

يعزفوا

نوتة العلم النقي

ويعطروا

لون النشيد الوطني

 برائحة الخلود

 في أزل السحاب

"بيتيل"

تختال

 بخلخال موجة بحرية

و توشم  جيئتها بالستر طحلبة

من ينابيع الهضاب

تسقي ريحان حوضها المقدس

كلما بالعزم طفل غاضبا تمترس

بوجه مركبة مصفحة

تقيئ الرواية السراب

تطرز هيبة العلم شموس نبق شامي

ترصع البلاد فسيفساء الملامح

وتنفث الحياة

 في تعويذة الإياب

تفجر الفيافي بماء الصهيل

واحات نخيل وكروم أعناب

وترتجل  لعنة صليل  البيان

أضرموا بما استطعتم من خوف أدمنكم

فرية أسطورة الكبريت  في جرحنا

لتعلو فينا حقيقة السلام

كأخضر اللبلاب

تخندقوا بيقطينكم في عتمة الثكنات

تبركوا بأسطورة القتل من ماء دمعها راحيل

راحيل تساق عنوة بالقصف إلى أطفال الخيام

وتفبرك بفوهة مدفع دبابة متطور للموت

راحيل تمقت قنابل عنقودية تجاوزت حدود الرب

وجحدت بالوصايا العشر

راحيل تنشق عن تعنت تلمودها المقفل

في نرجسية الكتاب

تضع أجمل طفلا لاجئ

يناغي الوطن وعد الجنان

مذ كان يحبو بزقاق المخيم

يتسلق الأعتاب

ترضعه عامي غضب بتقويم المتاريس

وتفطمه على أحلام حرية

 بليل الاعتقالات

وفرقة الأحباب

وتدثره براءة السكون

 من تطفل الاجتياح على منامه

تسيجه  عطف الأمومة

وهيبة المحراب

وبعد أن يبلغ رشد البندقية

تودعه لخندق  الخبيزة الأخضر

تعمده بالعزم  وعبق التراب

تتلو إصحاح العدالة عن حكمة القصاص"يرجم حتى الموت من أتوا إلى ارض الرب

ملوثين بخطاياها راحاب

يكبر يوسف,يغضب,

 يثأر يوسف

يضرم ناره في اهتراء الشعارات العقيمة

ويهوي بباروده على زعامة الأنصاب

يؤم سلاف المقهورين

ويرتل نبوءة الميزان

سبع لنا ودهر عليكم

و لنا عجين دهر صلصالنا

وعليكم في حبكة التكبر

 مسادة الخراب

لنا ميل الحكاية  يكحل أبدية القمر

و عفوية لهو الخيول بكر وفر

اندثار آخر الجنود

وانشغال اليمام  حين ينسج

هديل الخريطة

بطهر القباب