ملائكة العبث

سعيد بودبوز

Said_bz@hotmail.com

يستيقظ الغبار

من غفوة الخريف

على تخوم كينونتي

وما زلت أنتشل الصباح

 الذي وأدوه

في صحراء اللغة

أنبلج نسيانا

من أفق الذاكرة

لأضيء مملكة الزوال

لأفضح الغد العاري

لأفضح زير الفراغ

المشرق احتضار

تقوده ملائكة العبث

إلى أقصى الضجر

والمغرب هودج

يحمل عروس الفناء

في طريقه السماوية

إلى مرحي الأرضي

الذي عجنته كذبة من الطين

ونفخت فيه من بوحي

فإذا الشيطان راكع

مع الضائعين

في طرقاتي

نفخت فيه من بوحي

فإذا المحو عربة

يجرها حظان مطهمان

إلى سطوري

من بين أعمدة السماء

أطل على ساحة الفراغ

حيث تصطف أيام

لم أعش موتها

وهي تبحث عني

في بقايا الزمان

وفي بحيرة الضحك

حيث تحول الملح

إلى سائل الحمق

أرى البقاء يغرق

مع الراقصات

والفناء يصفق

تلك الرمال كلمات

أيها الحر الشديد

سوف أقولها غدا

في عيد الموت الأضحى

أقولها كي أماطل السكون

وهو يتهولك

على أسوار الشخير حولي

كلمات...

تركها بحر المداد

عندما كان أمسي

ورحل من شرايين أوراقي

فمن لك أيها الاحتضار العجوز غيري

وشيطان الشطب

يتسلق لائحة أصفاري

وها موعد الرقم يلبس موته

في زريبة صدري

أيتها اللماذات

وأنت منقوشة كالوشم

على جبين النهار

الذي لم تنطفئ شمسه بعد

ترفقي بالأثير

فهو جوابي الصحيح

الذي لن يحكي سندبادات

في قصص البحار

وأنا الغرق المحتوم

أتربص بويلاتي

قِرشا تلو كذبة

كلا يا نهر الحروف والقيامات

حيث أغسل نكاتي مني

حيث أرسم الوراءات

بكل ألوان الصيف

ما هكذا تورد حماقاتي

عندما يخلقني الرب

من مادة البارود

وتخر لنشأتي

جدران الكون كلها

إلا إبليس الجيب

ذلك الشقاء الخاص

الذي أفسد الصلاة والسلام

على قبة رأس أجوف

كان لي وكنت عليه

أيتها اللماذات

يا ويلات صأصبحها على خيل

والمشاة خيانات عطاشى

في شريان طريقي

إلى قلب الفراغ

سأصبحها قاطبة

على حبل الغسيل

حيث أنشر صباحات من الصوف

تركها يسوع السقوط

وهام على قحطه المقدس

مابالي؟

أللصيف أنثى

تكتسح إقليم السرير حولي؟

ويستيقظ الغبار...

ليجيب سؤلي