سأعتذر منها

جمعة (انتصارات درعا، العيد عيدان)

طريف يوسف آغا

[email protected]

سأعتذِرُ مِنها عِنْ كُلِّ يومٍ مضى

ماقلتُ لها فيهِ أنّي أهواها

وعَنْ كُلِّ ساعَةٍ رَحَلَتْ مِنْ دونِ

أنْ تَضُمَّها ذِراعَيَّ وتَضُمَّني ذِراعاها

بلْ عَنْ كُلِّ ثانيةٍ مَرَّتْ وماانطبَعتْ

فيها على صَفحَةِ عينيَ عيناها

إنْ عادَ الزمانُ وعادَ قلبيَ لِيَختارَ

فلنْ يُفَكِّرَ إلا مابينَ عِشقِها وهَواها

وإنْ عُرِضَتْ عليَ الدُنيا بِمَنْ فيها

فمِنْ كُلِّ الدُنيا لاأختارُ سِواها

بهذا السِحرُ، سُبحانَ مَنْ كَوَنَها

وبهذا الجَمالُ، سُبحانَ مَنْ سَوّاها

إنْ نظَرتُ إليها أُسِرتُ بِحُسنِها

وإنْ اقترَبتُ مِنها ثَمِلتُ بِشَذاها

لاتَغيبُ عَنْ بالي لأنَّها تَسكنُهُ

ولايَتذكَّرُها لأنَّهُ ولالِحظَةٍ يَنساها

لايُفارِقُها فؤادي لأنَّها دَومَ تُجالِسُهُ

ولايذهبُ عنها إلا لِكيْ يَلقاها

سألوني ومنْ هذهِ الحبيبةُ فقلتُ

هيَ مَنْ عِشتُ شبابيَ تحتَ سَماها

هيَ سورية، مهدُ التاريخِ وعروسُ البُلدانِ

أرضى اللهُ أهلَها وأرضاها

البلدُ التي ليسَ لها في الدنيا مَثيلٌ

أنهكَتها القنابلُ ونِفاقُ العالمِ أضناها

وأرضُها التي كانتْ خضراءَ باتتْ قانيَةً

طائِراتُ الموتِ حَرَثَتها ودمُ أهلِها رَواها

إنْ فَقدَتِ الانسانيةُ سوريةَ في يومٍ

فَقدَتِ الانسانيةُ مَعها أصلَها ومَعناها