الصديقة 2

عمر جلاب

[email protected]

وصلني رسولك...

كم كانت الرحلة رائعة، وكم كانت الأشواق تحدوها ...

وكنت أنت، وكنت أنا كمن تمزقت أزقته...

كم أضناني السفر...

وكم أرهقتني الغربة...

وكم نال مني الحب...

هذا الحب وطني الذي لم أنل منه إلا عذاباته...

 وهذه الغربة التي تسكن أشيائي البسيطة...

وهذا السفر عنوان حياتي...

قد كان كتابي إليك بريد روح، وسانحة خاطر. وكانت مع كتابي معاني قلبي الذي ناله الألم، واعتصرته المحن، وصاغته حكاية حزينة...

فكتابي إليك، هو مني إليك...

وقلمي، وقلبي، وسيفي، وبعض لعب طفولة أحببتها ووئدت...

أنا، ودمعك،

 وقطعة لحن،

 وديوان حياة،

 وبعض ترانيم... سر قلبك الكبير، أيتها العصفورة الصغيرة، أيتها اللحن الأبدي...

أيتها الصديقة:

- هذا نبض دمي...

نبضي...

أرفعه إليك...

قد تكون حكايتي حزينة. وقد يكون جنوني عنوانها.

فأنا مجنون يوميات عربية، أو قد يكون ...

هكذا دربي...

 أن أرحل مع كل إشراقة فجر، إلى هناك، إلى حيث العذارى، وإلى حيث جنتي الضائعة، ووعد ولد ليموت...

أترى حبي مات؟

أترى قلبي مات؟

فيا حبي...

عفوا، يا صديقتي...

يا صاحبة الكعب الراقي،

 ويا أميرة فارس غادرته ذكرياته،

 ويا طفلة بعمق الحياة،

 ويا قديسة قلبها عنوان صلواتها:

-سأذكرك عند قلبي، دمعة ليل أسهدني، وحرقة شوق بين أضلعي...

-وسأذكرك، لما أذكرك، فتخلد البطولات،

 وتولد بدايات قصة لما تكتمل فصولها...

فهل صديقتي، ستطير بك أحلامك؟، وترحلين عن حياتي، في صمت رهيب؟،

 كلون الشمس حينما تعانق الفناء؟

فيا زمن الفناء...

ويا زمن الحب الضائع...

ويا رحلة الألم...

أين أنا؟

وأين صديقتي؟،

 أقصد حبيبتي؟

أهي بين مطارات الدنيا؟،

 أم أنها في برجها العاجي؟...

وأنا؟...

أنا الفارس الذي تحطمت أحلامه...

وأنا...

من عناوين حياته:

 حب،

 جنون،

وأرصفة تآكلت قوارعها...

وهي؟...

هي تلك السيدة التي أحببتها...

وتعلم هي، وتعرف، وتدرك، فهل تراها؟

لست أدري...

قد يكون الدمع خبيرالقلب...

أما أنا...

فإليكم يا من لا تحبون،

 وإليكم يا جبناء العالم،

 وإليك سيدتي الاعتراف الأخير، وليكن بعدها حكمك، وليولد فجر جديد، للحب فيه لون قان، وللحياة عصارة ألم...