حفيف أنسيها

أشرف أحمد غنيم

[email protected]

الأشجار لا تقطن الديار

ولا تفسح لطل ظليلها الشرفات

لا تسكنها

يا من يجهل مباهجها

كيف قيدها فى مرابطها

تختنق

تموت

لأنها لا تمنحه نفسها

هى عاريه فى طقوسها

لكن فى الطريق

متحلله من صناديق الجدران أغطية لا تطاق

لكن فى الطريق

متحرره كالطير

يبسط ويقبض فى وطن الرفيف

الإندماج يدعو مشهدها هاتف الوجود

إحتلال الأردية للأجساد حلول

لكن فى الطريق

تكشف عن ساقها

ولو محت لجة أمطرتها

ممرد من قوارير الغيوم

تستدفئ بكامن الضباب

والندى اللاثم لأديمها كساء الخباء

المتأجج حينها به يخضورها

لكن فى الطريق

أتريد البيوت لا تحدها سقوف..!

لا طابق يليها

منها للسماء صداح الخطاب

إبتهال باحة البيت الحرام

تستطيل قدر المستطاع

ضيق البيوت أين يأتى بظلها المثمر فى السهول

يضعها مكانها البراح

تبسطه حولها

يصاحبها وتسدله إرتياح

فى البيوت كيف تعزف

حفيف أنسها

تستوطن رؤياها الشمس

تحييها رشفات عسجد قبلاتها

تعانقها أهدابها

لحين آن

يزورها قيظ الظهيرة ويحتضنها القيلولة

تستضيفه عندها أكواب الندى

فى البيوت كل اللحظات تنقلها توترات لا ترتبها

نسخ الرغبة كقطع الأثاث

لا تعجبها إرتياد الشمس

ولا تستريح هنالك شغب زحام لعب الأطفال

لكن فى الطريق

أحى الناس والسيارات المتنفسة أردأ الدخان

مهما يثورون على الغبار والتراب

تزورنى حينا الأمطار

وأستحم على جانب الطريق

والماء يتزلج على الصرح

والأرض أنية تتساقط سيل عرمها

مرآة الكيان

من الأوراق مصبات الأقداح

دارى جدرانها الفضاء

والفضاء وسط الدار يتطاول فى البنيان

إذا أرادت الإحتفال بالربيع

لما يخاف أهلها الخروج

فى الطريق

يعاكس تنورتها

ويحدقون فى تصفيف قصات أوراق

رأسها

ويتنفسون رحيقها

الشباب