بلد المجزرة

جمعة (يرتقي الشهداء وتشتد العزيمة)

طريف يوسف آغا

[email protected]

فجأةً تغيرَ لقبُ سوريةَ مِنْ

بلدِ الحضارةِ إلى بلدِ المجزرةْ

فباتتْ وجهةً لِكُلِّ طالبِ ثَأرٍ

وكُلِّ مَنْ يبتغي زعامةً أو مختَرةْ

فزارَ الموتُ فيها كُلَّ دارٍ

وسالتِ الدِماءُ على أرضِها أنهُرا

وماترُكتْ وسيلةٌ للقتلِ إلا واستُعمَلتْ

مِنْ حرقِ الأحياءِ إلى قلعِ الحنجُرةْ

وبلغتْ أعدادُ الضَحايا أرقاماً خياليةً

وبلغَ سِنيناً ماظَننّاهُ سَيأخذُ أشهُرا

فباتتْ حدودُها للأشرارِ إليها مَدخلاً

وباتتْ لِهُروبِ أبنائِها مِنها مَعبرا

أما (داعِشُ) فما هيَ لِنظامِ الأسَدِ إلا

غِطاءً وجدتهُ على مَقاسِها طَنجَرةْ

واحِدٌ فَصَّلَ مِنَ المقاومَةِ رِداءً وباتَ

يلبسُهُ ويخلعُهُ متى شاءَ حتى اهترى

والثاني نَصَّبَ نفسَهَ خليفةً بالسَيفِ

وبقطعِ الرؤوسِ على الدينِ افترى

وقبلها رموا بحجرِ (حالِشَ) في اللعبةِ

بمن نادى (لبيكَ ياحسينُ ومنكَ المغفِرةْ)

الجميعُ أحجارُ شَطرَنجٍ في لُعبَةِ الأمَمِ

حين تنتهي اللعبةُ ينتهونُ في المقبَرةْ

أما الشعوبُ فلا حسابَ لها هُنا

وهيَ دائماً مابينَ مُباعٍ ومُشتَرى

لاتحزني ياسوريةَ فقهرُكِ لأشرارِ الدُنيا

شئٌ سيسجِلهُ التاريخُ لَكِ مَفخَرةْ

وخابَ رجاءُ كُلُّ مَنْ كانَ يظنُّ

أنَ القضاءَ على الثورةِ سَيكونُ مَشوَرةْ

شعبُ سوريةَ لَنْ يكونَ كَمنْ

صامَ دهراً ثُمَّ على بَصَلَةٍ أفطَرَ

وهوَ لَنْ يَرضى بغيرِ الحريةِ حبيبةً

فالحريةُ تعشقُ مَنْ يجعلْ دِماءَهُ لها مَحبَرةْ