مابين غزة وسورية

طريف يوسف آغا

[email protected]

قَصفوها بكلِّ مايخطرُ على بالْ

قَصفوها حتى صارَ الدمُ شلاّلْ

سَووا بيوتَها بالأرضِ، جعلوها رُكامْ

وصارتْ أشلاءُ الناسِ تُنقَلُ بالسِلالْ

دَمّروا فيها الحجَرَ والشجَرَ والبشَرَ

وأكثرَ مَنْ دَفعوا الثَمَنَ كانوا الأطفالْ

أسَرٌ بأكملِها زالتْ مِنَ الوجودِ

الآباءُ والأولادُ والأعمامُ والأخوالْ

أفرغوا فيها حقدَهُمْ ووحشيتَهُمْ

قضوا على أحلامِ الشَعبِ لأجيالْ

قسّموا أهلَها إلى ساكِنِ قبرٍ أو مَشفى

أو ساكِنِ خيمةٍ أو قاصدِ تِرحالْ

قَصفوها برّاً وبحرّاً وجوّاً ولكنْ

قَصفوها أيضاً بخيانَةِ الحُكّامِ الأنذالْ

فهذا مَنْ أغلَقَ المعابِرَ وهذا مَنْ

دَعَمَ القاتِلَ بالرِجالِ والسِلاحِ والأموالْ

...

...

سألوني هَلْ تتكلمْ عَنْ غزّةَ العِزّة؟

أمْ عَنْ سوريَةْ، أرضُ الثورةِ والأبطالْ؟

قلتُ أتكلَّمُ عَنهُما معاً فالقاتِلُ واحِدٌ

زرَعوهُ عِندَنا وعِندَهمْ لِيُقَطِّعَ الأوصالْ

عِصابَتانِ هُما ووجهانِ لِعُملَةٍ واحِدةْ

حوَلَتا جناتِ أوطاننا إلى أطلالْ

عِصابَتان مَحمِيتان مِنْ كُلِّ العالمِ

يُندِدُ بهِما ولكِنَّ قلبَهُ إليهِما مَيّالْ

للهِ دَرُّكُمُ ياأهلَ سوريَةَ وغزَّةْ

عاهدتمْ أنفسَكُمْ أنْ تُحقِقونَ المحالْ

وأنْ تُحاربونَ حُثالةَ البَشرِ ووحوشِهِمْ

وتكونوا مَنْ يَكسُرونَ خَلفَهُمُ القِلالْ