أيتها الوردة الحمراء!

يحيى يوسف الندوي

أيتها الوردة الحمراء!

لا شك أنت خلابة جذابة فتانة!

وهذا البياض الساحر قد جعلك ملكة الجمال!

فما رأيك إن خاطبتك بـ الملك؟ فأقول: أيتها الملكة!

أعرف: أنت لا تستغربين بهذا الخطاب!

لأنك تعيشين بلاد الأفراح والمناسبات السارة! كأنك ملكة!

العروسان لا يرضيان إلا بلوامع زينتك!

وغرفة الزفاف كأنك أنت!

فإذا خاطب العروسُ عروسَه أصابتك الغبطة كأنها الحسد!

وإذا همست العروس لحبيبها جن جنونك، تريدين أن تخرجي من غرفة الزفاف!

فيا أيتها الوردة الحمراء!

يا ملكة الجمال!

هل لي أن أتحدث معك قليلا؟

لا، لا تخافي! ولا تجزعي!

أنا لا أقترب منك لأقطفك! ولكن إعذريني في أن أشتم رائحتك الفواحة!

أوه! نسيت الموضوع!

نعم .. حديثي اليوم معك عن غزة!

 

أيتها الملكة!

هل تعرفين غزة؟

يا سلام! ما سمعت هذا الإسم؟

طيب، لا بأس، لقد ذكرت أنك لا تعيشين إلا بلاد الأفراح!

أما غزة فليس فيها فرح ولاسرور ولابهجة ولا بسمة كبسمتك!

نعم لونها كــــلونك! بل لون غزة أشد حمرة منك!

وهناك فرق آخر،

فإن حمرتك لا تسيل!

ولكن حمرة غزة تسيل وتسيل!

تسيل في الشوارع!

تسيل في المنازل!

تسيل في حضون الأمهات!!!

أيتها الوردة الحمراء!

معذرة! لا أستطيع أن أطيل الكلام!

لأن عيني لا أملكهما الآن!

لا لا! أنا لا أستطيع الحديث ودموعي ذارفة!

مع السلامة يا وردة!

يا للعجب! فما هذه الدموع ذارفة من عينيك؟!!

إذن عرفت قصة غزة!

هنئينا لك يا وردة!

يا ملكة!

يا ساكبة الدموع لـ حب غزة!