أتَساءَلُ

أتَساءَلُ...

مرام شاهين

كيفَ يستطيعُ القمَرُ أنْ يَنشُرَ ضياءَهُ وجَفناكِ يتَلألآنِ وسطَ ليلَةٍ لا يُنيرُها سِواهُمـا ؟

و كيفَ تجرؤ أشعَّةُ الشَّمسِ أن تطرُقَ زُجاجَ نافِذَتِكِ إذْ أطلَّ وَجهُكِ السَّمِحُ الّذي علَّمَنا كيفَ تبتَسمُ الدّنا بمرآهُ يَبتسِم ؟

أتسائَلُ يا أُمّــاه ..

عن شُعوري ، و أنا ألفظُ حروفَ اسمكِ للمرَّةٍ الأولى قبلَ أن أحبو 

و عن شعوري ، أنادي بهٍ إلَيكٍ إذْ لُعبَةً فَقدتُ أو بالأرضِ ارتطَمْتُ ،

أكرّرُهُ و أعلِي بهِ صَوتي ، وكَأنَّني أشيرُ بأوتارِهِ الرَّفيعَةِ أنَّ لفظاً غيرَ

-ماما- لا اعرفُ أن أنادي ، وأنَّني مهما علَّمتِني ألفاظاً فلَن أردّدَ على مسامعِكِ في اليومِ أكثرَ منهُ !

أتسائَــلُ ..

عن شعري الّذي سرَّحتِه لي مرارَاً و تكرارَاً ،

لِماذا يَبدو أجْمَلَ مِن تسريحاتِ الفنّاناتِ و آخرَ صيحاتِ الموضة بالرَّغمِ من كونهِ مُجرَّدَ ضفيرَة ؟

هل في أصابعِكِ سِحرٌ يُحيلُ صحونَ الأطْعِمَةٍ إلى موائِدَ مَلَكيَّةٍ فاخرة ، لا أُتقنُ زرعَ حنانكِ فيها و إن اتَّبعْتُ نفسَ خطواتِها الحرفيَّة ؟

أتسائَـلُ ..

عن معنى الحياة ،،

ما دَامَتِ الأُمُّ أولاهَا في عُيونِ الطّفلِ يفتَحُ عَينَيْهٍ للكَونٍ و يَصرُخ ،

بل إنَّها ما قبلَ الأوَّلِ و ما قَبلَ العَدّ ، إذْ يَسكُنُ الصَّغيرُ في أحشائها فلا يَعرفُ مِنَ العالمِ إلّا قلبَها يُشيرُ إلى تَناوُبِ الّليلِ والنَّهارِ بتسارُعِ النَّبضِ وَ بُطئه !

أتسائَلُ ما هي الأُمُّ حقـَّاً ،

حتَّى تمنحَ القلمَ كُلَّ هذا البذخِ في الكتابة !

ويحَ قلمي !

إنّهُ إن ملأَ دفاتِرَ الشَّرقِ كُلَّها بحبرهِ لن يوافيها تعريفاً ..

لن يوافي قبلةً على جَبينٍ مُتعَبٍ قبلَ النَّومِ يَصحو بعدَها 

كالطَّيرِ الّذي ما ذاقَ وجعَ السَّيرِ قَطّ ..

وَيحـي ... لَن أوافيهـا ..