أيا صناديق الانتخاب، هل تسامحينا؟

طريف يوسف آغا

[email protected]

بعد حملة انتخابات رئاسية هزلية في سورية، أعلن بشار الأسد قبل يومين فوزه لفترة ثالثة وبنسبة تقارب 90 بالمئة

جمعة (مسرحية فوق بحر من الدماء)

أيا صناديقَ الانتخابِ، هلْ تسامحينا؟

زورناكِ وأنزلناكِ مَنزلاً مُهينا

جعلناكِ تأتينَ برؤساءٍ مِنْ حافَّةِ القبرِ

أو ترسلينَ إلى قُصورِ الرئاسةِ قاصِرينَ

أو أولئكَ الذينَ يعتقدونَ أنهمْ آلهةً

ويُنصّبونَ أنفسهمْ للأرواحِ قابِضينَ

وفي بلادٍ أتيتِ برؤساءِ عصاباتٍ

أقلُّ مايُقالُ في وصفهمْ "مجرمينَ"

كلُّ جزارٍ منهمْ يبقيكِ رهينةْ

وكلُّ لصٍ يستعملكُ للوصولِ سفينةْ

وبلغتِ الوقاحةُ ببعضِهمْ ليجعلوكِ

صَناديقَ بيعةٍ إلى أبدِ الآبِدينَ

لايخجلونَ مِنَ النتائجِ التي يُعلِنوها

تراهمْ بالتسعةِ والتسعينَ مُتَباهينَ

وملأكِ البعضُ بأصواتِ مَنْ ماتوا

حتى الأمواتُ عندنا صاروا ناخبينَ

وآخرُ اختراعاتهمْ أنهم سمحوا بالترشُّحِ

فوضعوا على قائمَةِ المنافَسَةِ مُهرِّجينَ

لاأعرفُ هلْ دفعوا لهمْ أمْ أجبَروهمْ

ليلعبوا للرئيسِ المفدى دورَ المحللينَ؟

جعلوا بلادَنا بالمصائبِ مضربَ مثلٍ

جوّعوا الناسَ ونهبوا أموالَ الخزينةَ

أيا صناديقَ الانتخابِ مهلاً، مانسيناكِ

ما أتتْ ثورتنا إلا لترفعَ لكِ الجبينَ

ما أتتْ ثورتنا إلا لتُعيدَ لكِ الحريةَ

لتخلصَكِ مِنْ يدِ الأفاقينَ الخاطفينَ

ولتعيدَ لكِ صِفةَ النزاهةِ

وتخلصَكِ مِنْ نذالةِ الساقِطينَ

وأنتِ يابلادي صبراً فما عادَ

على الناسِ أنْ تعيشَ خائفةً حزينةْ

ولنْ تهدأَ الثورةُ حتى تعيدَ كامِلَ كرامتِنا

فهيَ على ذلكَ أقسمَتِ اليَمينَ