همسات القمر 77

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*يلجمنا الحزن حين يطغى وتسكتنا وخزات الأنين حين تتسور قلوبنا 

دمعة في العين وأخرى في الفؤاد.. وما لقلمي البائس من زاد ولا مداد

حين يختنق المرء، حتى نفسه يكاد ينكرها ويتنكّر لها ..

بصيص أمل يبقى موجودا مهما اتشحت قلوبنا بأنين لاهب...

هي بوابة السماء التي لا تغلق .. هي الملاذ الذي نندفع نحوه بكل ما فينا من حمل ثقيل نطرق

يا رب .. وكفى ...

*بعض البكاء شفاء!

وبعض المحن منح

وبعض العسر.. مفتاح لأمل وبوّابة ليسر

*حين أبوح بحزني..

أغدو كفراشة في حقل ألقت أحمالها وانطلقت جذلى ترفرف في أفق الحياة.. 

أو كعصفورة تحلّق صوب قوس قزح تستعير منه ألوان الفرح.. 

أو كزهرة حالمة تبتسم لدعابة نسيم يمازحها..فتنثرعبير عطرها...

للحياة أسرار..

ولا يدرك أسرارها إلا من اغترف من بئر خيرها وحبها ونقائها

*أحتاج ان أحلق بحرية وسلام في فضائي الخاص

أحتاج إحساسا بالأمان في عالم مائج يتسربل عباءة الفوضى والهمجية

أحتاج شعورا بأن الإنسانية لم تمت، ولا زالت بقايا من ضمير لديها ستشرق أملا وغدا أفضل

أحتاج أن أكون طيرا طليقا في سماء الحب والخير والنقاء ...

*على حافة الذكريات، أقف بتهور غير آبهة بزلة قدم تزلقني  في تيار نهرها الجارف.. ربما ما عاد شيء يهم.. ربما الإحباط المفترس .. ربما وليته يكون.. شيء من الرضا والسكون!

*أحادث الأزهار والأطيار، أناجي القمر، أبوح للبحر،أهمس للشجر.. ولا أجد غضاضة في ذلك.. 

البعض ينظر لي نظرة شفقة وكأن بي مسا من جنون، وليتهم يعلمون .. 

أشفق عليهم لأنهم تائهون عن عالم من المتعة والسحر والجمال

*للصباح حكاية متجددة لا تُمل

حكاية، كما الحلم، كما رهيف الأغاني، كما همس الأماني

حكاية تتلو ترانيمها في أذن الفجر المقبل كربيع متجدد لا يبلى

حكاية مكتوبة على بياض لا يشوبه كدر ولا سواد

حكاية حب وصفاء ونقاء

وما أجملها من حكاية إن تلوناها صبح مساء

*لحن رقيق ينساب في حنايا النفس يوقظ فيها أنسا ودفئا..يسري بها نحو فضاءات الحلم والأماني العذبة.. يودع حرفا.. يحرك نبضا..يختال بلذيذ المعاني

                

*ها أنذا أقف بتجردي على بوابة ما عدت أعي ملامحها أو أسبر أغوارها

ما عدت أدرك هل أعبرها أم سأقف طويلا كمتشردة على أعتابها

أقف بصمتي الذي يكبت ثرثرة هائجة تود لو تنطلق إلى أبعد مدى

بحزني الذي أحاول صبغه بلون الفرح

بألمي الذي أقاومه بزاد الأمل

بإشراقات صباحي المنسلّة من جيب ليل بائس أحمق

ببسمة متجددة كزهرة تأبى الفناء والذبول...

أيطول المدى وتجف قطرات الندى؟

أيبصر الليل الضرير ويشعل من ضياء بدره شموع السكينة والسلام

أيروي الفؤاد كريم الغمام ؟؟

رغم الحلقة التي تدور بجنون مفزع.. رغم الفوضى التي استحكمت وبعثرت المشاعر والأحلام والأماني..

من قال أن الشمس لا تشرق بعد المغيب ؟؟

وسوم: العدد 671