انتخابات غابة الزمان

من وحي (كتاب كليلة ودمنة)

جمعة (ميثاق الشرف الثوري يمثلنا)

طريف يوسف آغا

[email protected]

كانْ ياماكانْ في قديمِ الزمانْ

كانتْ هُناكَ غابةٌ تعيشُ في أمانْ

فتسلَّطَتْ عليها عصابةٌ مِنَ الكِلاب

على رأسِها كلبٌ سُلوقِيٌ سَعرانْ

وراحتْ تتاجِرُ بها فتبيعُ وتشتري

وتدَّعيَ أنَّها توفرُ الأمنَ والأمانْ

فتحتْ أملاكَها لكلِ عابرِ سبيلٍ

ولمنْ يشتهي مِنَ الجيرانِ وجيرانِ الجيرانْ

وشكَّلَتْ مجلساً سَمَّتهُ مجلسَ الشعبِ

ملأتْ مقاعدَهُ بكُلِّ جربانَةٍ وجربانْ

ثمَّ قررتْ في يومٍ مِنَ الأيامْ

أنْ تجريَ انتخاباتٍ أمامَ الأعيانْ

ولم تنسَ أنْ تضعَ للتقدُّمِ شُروطاً

ماسَمِعَ بها قبلاً إنسٌ ولاجانْ

سَمحوا للحميرِ والماعزِ بالترشُّحِ

وكذلكَ للبَقراتِ والغَنماتِ والخُرفانْ

وأطلقوا على مايجري عُرساً وَطنياً

أصحابُ الأذنابِ فيهِ هُمُ العُرسانْ

فاندفعَتِ الدّوابُ مِنْ كُلِّ حَدبٍ وصَوبْ

ماوافى الشُروطَ مِنها إلا كِرّانْ

سَمحوا لهما بالنهيقِ هُنا وهناكْ

وسَمحوا بتعليقِ صوَرهُما على الجُدرانْ

ولكنْ سُرعانَ مانهشتْ بهِما الكِلابُ

وقدَّمتهُما لفَوزِ القائِدِ قُربانْ

وعادَتِ الغابةُ إلى سابقِ عَهدِها

وبقيَ كلبُها المسعورُ هوَ السُلطانْ