فلاشات..

المساكين هم من يحسبون بقايا الطعام! على أي جنبٍ تنام الذكريات؟! في خلوتي الشرعية مع طيف الروح احتسي الشاي، وحروف السلوى تختبئ ما بين أظافري! أُلملم ما تبقى من هُنا، وأجنح به إلى هناك! ألا يا عازف القيثار أطرب مسامعي، فأوزعني على لُجج المعنى قراراً.. كُنا هنا.. فمن سيكتبنا غداً

هل أنا أو أنت؟!

أم هُم؟!

أم الأعمال التي زيناها سويةً يوماً ما.. في ممحاة قلمٍ رصاصٍ يرنو للمصلحة والمديح؟!

"ياسين" الصبر والسخاء..

لمن  تنظر أيها المُزمل بالجود والمشيب؟!

ألك رغبة أخرى لتوثيق المطر، أم أن الذي سار يسمو بالدُرر؟!

. فمن الذي وثق حضورك، ومن ذا سار على خُطاك؟!

أوما كُنت تُردد فيهم: اترك الأثر، واطلب الأجر..

فذاك مُسجىً على فراشه، وتلك تطلبك بالحنين، ولم ينأَ تعبك عن مواصلة المسير!

فسل يا من تسكن هُناك عن عُكازة عمره للطين، وجلجل بصوتٍ رفيعٍ: كيف كتبت أعمارهم؛ وسيرهم على عاتقك دون مللٍ للعطاء، أو كللٍ لاستجداء المديح؟!

وأنّى للأرواح نسيانك، وأنت تُتمتم للأرض: هي أنتِ وأنا لها!

. فخُذ ما طاب لك يا خالنا ياسين، ويا تاج الرياحين. زغردة العصافير لا توقظ الأحلام. الأرض اليابسة لا يُظللها سواد الرُحل. لا تُراهن على الماضي كيلا تستجدي المستقبل. يد تغزل جُهده مع خيوط الشمس، والأرض تتغنى على خطوات مشيته الحافية، وما تزال أصابعه تخيط الدعاء بلسان القدر! مُداهنة العقول تجلب السرور. إذا تعرى النص ذاع صيته بالأسواق. إذا كثر المديح تساومت هواتف العملة بالنقود. وشاية الكاذب قناعة للمُسير. الحُفاة لا يشعر بهم إسكافي العتمة. وقفة النثر للثرى..

على إثر ( الحنّة ) تنطق ( المحنّة ): " هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً "

فلا خير في ألقابٍ تُقدم خلاف الحقيقة بأسماء الوسن!

. أنا أدعي وصلاً بذاك وإنني سامٍ بقرآنٍ وتُربة مُرتهن! كلما تعتق الزمن ألهبك الحنين..

فاجعل من كفك قُبلة على جبين الاشتياق.

ألهبني غيابك..

فكيف أُرتب نبضي حينها؟!

وتأرجح دمع اليراع بلهفةٍ: أين الذي كان هنا؟! البحر عارٍ.. فمن يستر فتنته؟!

هل انبجاس حُمرة الغروب.. أم مجاديف البحارة التي تستثير أطرافه؟!

أعلم إنني حين أعزفكِ أستلذ بشهيقكِ وزفيركِ..

وما زالت يميني تشتهي مُراوغة سواحلك!

أكتبكِ هُنا، وتمحوني هناك..

فحين أتوحد معكِ ترسُميني على صدركِ..

لتبقى الغواية ما بين البداية والنهاية!

أنتِ الورد، فلا تُهدين أنفاسه ممن لا يستحق. كلما فاح أريجك زاد حُسادك بالنصيحة! من عرف النبق لم يكترث لباقي الأشجار. هدهد لظى الصقعه وخليها جربه

واركب حمام الروح وخليني زهبه

هكذا الفجر يكتم فحوى الأماني..

فعلام الشمس ترسم ملامح الشروق؟!

إيه ابتسم

واعرف طواريق الرسم

وارسم علم

واكتب خفوقي اللي زهم

ولا تتهم

وحزني على اللي من ظلم

وقول القسّم

أقسم وربي والقسم

صارت ضلوعي كالسهم

إيه ابتسم

بأي عينٍ يُرى فيها المُراهق..

ولأي مُقلة يتوقها رمش العاشق؟!

ما بين المعرفة والجهل مسافة ترسمها علامات النكرة! دامك كتب اليوم برجاك بكره

وكلن يعلعل سيرته في ضميره

ودامك عرفت اليوم بعطيك زفره

ومحدن يبربر بالحكي في سريره

عنوان التحدي تأثير الصنيع. لا تُجاري المرضى، فتُصاب بعدوى أفكارهم. التجارب سُلم الثقة لصعود القمم. على ضفة النهر اجمع خيال المعاني فوق قوارب الجد والعمل. ولأي قلبٍ يطلب النبض نجوى؟! أيها البحر ترفق بأطرافك..

أوما ترى الروح تتوق لرضابك؟!

هكذا تُزف الأماني بالأعراس الهجرية على خوصة من جلوات النخيل ووسائد الذكريات. مُفارقة الأعمار والحوار..

لن تجلس بينهم يوماً ما..

لأن الحياة مواتية لا محال منها إلا بالتناقص والبكاء!

ذلك بأن تقتطف من أفواههم وريقات عمرك ببساطة العيش وأطراف الحكمة، وتأمل البهجة باللهجة الحساوية ومد الكلمات المقفلة.. لتجاربهم المُختزلة بالأمثال!

أيها الساكن في نبضي..

أيها المتقاطر من حرفي..

اجمع أنفاس صدري وزجها إلى هناك..

فقد أتيتك والأشواق تحملُني، وما أنا إلا نورسٌ حائر!

قال: أغرقت فيك دمي..

 فكيف تنس اسمي؟!

همس إليَّ ذات مساء: أُحبها في سردي وقافيتي! ألا يا شاي الضحى وحمسة الهيل! أُداوي قلبي على شفاه كل قهوة صامتة! في كل لحظة يدق جرس الانتظار..

نجد يتيماً يُناجي سماء المقابر بالبكاء!

أنتِ حديقة ونبضه البستان. لا تواري الورد بالتراب..

فهل تناسيتِ ابتسامته أيام الوجع؟!!

قال: شكراً لكل كذبةٍ جعلتني أحدد طريق البوصلة! أحن إليكِ وأخاف منكْ..

كبحرٍ يتوق لأمواج السجع!

رحلن عن الدنيا، فتوسدت خدودهن التراب..

وحين نمرض أو نعثر نتذكر قولهن:

" المرض جبل، والعافيه تجي من مغز إبره يا ولديّه ".

ركضنا خلف الصور، فوقعنا في الحفر! فاقد القرار لا يُستشار. الأطباق المكشوفة لا تأمن دبق الذباب. شدي رحيلك واكتبي الآمالا

وذري سُعيفات تتيه دلالا

ولتغرسي ثغري هُنالك شتلة

ترنو النخيل وتعزف الموالا

يطول الحلم وتقصر الحقيقة! يحش فيني واحش فيه

وإذا التقينا الكل يمدح الثاني!

طوبى لمن عرف ذاته فخط ثباته. لا ترمي القمح للعصافير، وفي الليل تنثر الحلوى للبلابل.. أنى للخُطى تحسب ذاتها، وفي العين تتدلى الدموع؟! كيف نحتمل الذكريات، وهي تُذكرنا بالحنين؟! قالت: ما زلت أنظر عمري فتات خبزٍ يساقط! كيف يجف الحب ولون الورد ما زال أحمرا؟! اكتسى غُصنها سحراً ومعنىً، وفي خلخالها تسربل شعر اللقاء! متى سنقتل تلك المزاجية، وندفنها بجوار الصمت؟! وتذوب شطآن الغرام بحفنة من السكر! أضحت المآتم توزع الورد والشموع، وليالي الفرح تشارك ( الحنّه والطنّه ترابها )! لا يفضح الشوق إلا عصافير الخيال! رفقاً بالماء كيلا ينس اسمه! هي العنود وكفى!

التقطت كلامي من عناقيد كرمها، فلطالما تحملت قسوتي..

أبعدتني، قربتني، أشعلتني، شاركتني نجاحي، وشاطرتني ذهابي وإيابي..

وكل الخُطى وإن حملها الغمام بعيداً، تبقى نوارس خيالي محلقة حولها..

فهي العنود وكفى!

أمي قصة الأرض ومطر السماء.

وسوم: العدد 693