همسات القمر 108

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*وفي الصمت فكرة وعبرة

وفي الصمت صوت العقل، إحساس القلب، أحاديث النفس المائجة! خوطر الروح المرهقة

في الصمت، ثرثرة هائجة مكبوتة في الوجدان، وكثير ألم يعيث فسادا في الأركان!

* ويبقى الحرف أسير الصمت ..

ويبقى التسامي رسالة أبلغ من كل حروف الجهر والإعلان..

* كلما أوقدت الدنيا نار الألم.. 

أطفأتها رياح المناجاة والدعاء

* نوافذ روحي مشرعة .. 

تنتظر أشعة شمس دافئة تبث فيها روح الأمل

أنسام محبة تلوّنها بلون الفرح

رسالة سلام، تجعلها تقبل على الدنيا دونما خوف أو تردد أو حذر وخزات السهام!

* أبواب روحي تكاد تهوي تحت وقع ضربات الحياة الموجعة 

أين تلك اليد الحانية التي تسندها وترسم عليها بألوان الفرح ؟

* حين يتعلق الأمر برأي الدين، يصبح إرهابا تتوجب محاربته

وحين يتعلق بالملحدين المستهزئين بعقائدنا وقيمنا، يصبح حرية رأي يجب احترامها

الحرية حكر على صنف دون آخر، الحرية تداس إن كانت لغيرهم، وتُقدّس إن كانت لهم

فوا عجبي !

* تتكسّر أجنحة الروح المحلّقة في سراب الحلم المروّع

يتناثر ريشها في شتى المفاوز..

ما من يد تمتد تحويها وتربت على كتف الوجع!

* أطالب دنياي بحقي الإنساني في الحياة 

ترمقني شزرا، تطلق قهقهة مدوّية تصم أذنيّ

تنأى بوجهها الكالح لتواصل غرس سكين غدرها وتسلطها !

متى ننتزع حقنا من قلبك الأسود البغيض؟ متى ؟؟

* حزمة ضوء تنسدل على جسد الأفكار المتأرجحة

لست أدري، أتعيد ترتيب شعثها وركنها إلى رف الحقيقة بتناسق وانتظام

أم تغشي العيون عنها فلا تكاد تفقه من حديثها إلا بعض خيالات متراقصة !

* في التيه .. ما من خيط أسود ولا خيط أبيض

في التيه.. نفس مشعثّة، روح شاردة، ذات ترسل طرفها ذات يمين وذات شمال

في التيه.. تختلط الأبواب وتغلق النوافذ وتهجر الطيور أعشاشها

في التيه.. فوضى تعربّد، ثورة تتأهب، سلام يبحث عن حضن دافئ من خوفه يهرب

في التيه.. دروب تطول..ألم بسيف آهاته يصول ويجول!

 

* يحفرني الشوق أخدودا على وجنة الانتظار

تتسلق الروح سلم موسيقاها

تسامر الوحدة بلحن عتيق معجون بالصبر، مكتهل بالمرار!

* أيهذا السائر في قبضة الليل أما تدري؟

هاجت النفس ومارت

أسلمت نفسها لريح ثورتها تحملها على جناح الفرار!

وسوم: العدد 693