همسات القمر 110

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* حين تسكن الإنسانية قلوب البشر، يصبح كل شيء على خير

أين أنت أيتها الإنسانية الضائعة؟

في أي قمقم حُبست ؟ أم في أي كهف أغلق عليك بابه؟ أم في أي قبر أنت علّنا نزورك ونقرأ على روحك الطيبة الفاتحة وتراتيل السلام!!

*وكم من مرة سُلبنا لون الفرح وغدونا كليلٍ شاحب حزين!

من غيره مدّنا بأسباب النجاة ومسح قلوبنا بلمسة الحياة؟

* تقرضنا الدنيا بعض فرح

تسترد ثمنه أضعاف ما بذلت!

* أكلُّ شمس تنبت ثمار الحب والخير والنقاء في النفس ؟

أ كلُّ نفس هي أرض خصبة تحتضن نور الشمس ؟

ما كل شمس شمس حياة

وما كل نفس نفس خير وعطاء

* بين انتفاضة روحي ونبضة قلبي حكاية أشعر بها ولا أجيد روايتها

تكتبني ولا أكتبها

تمسك بيدي كطفلة صغيرة تدور بي في شوارع الحياة ودروبها

تنقلني على غيمة وتمطرني في أرض لا أعرفها

تضعني على قمة جبل وتتركني وحيدة أعالج دهشة رسمتها على وجهي مشاهد ما كنت أدركها أو أعلم وجودها

تسير بي بخطا وئيدة حينا، وبخطوات سريعة أكاد أتعثر بها حينا آخر

تسلمني ليد الحلم، وتنزعني من واحة الأماني

تمنحني ريشة قلم، وتتركني من جموحه أعاني

تسكب في أذنيّ لحنا جميلا، وتمنعني الترنم بلذيذ الأغاني ..

سقيمة هي الحياة، حين تغدو مسرحا صامتا، وسيفا مصلتا، وسوطا يغتال طفولة الفرح في مهد الأماني والأحلام الواعدة!

* كقطرة ندى أرقد على ورقة الحياة

أتراني أنعم بدفء ورقتي كما تنعم هي

أتراني أغفو وأستسلم للرقاد دون ذعر أو خوف؟

أكثيرة هي أحلامنا بشيء من سلام وسكينة وأمان؟

* حين أشعر بالضيق والاختناق

أخرج روحي إلى عالم الطبيعة الممتد جمالا ورقة ونقاء

أعود بغير النفس التي خرجت بها

فراشة تحلق بأجنحة من فرح 

طيرا يناغم الكون بألحان الحبور

في قلبي خفقة، وعلى ثغري بسمة ،وفي العين نظرة حب وصفاء لا يبور

سبحانك خالقي ما أكرمك

* بئس الحضارة تلك التي تجثو تحت قدميها الإنسانية مطالبة حقها في الحياة!

* نحتاج أحيانا ذاكرة مثقوبة تتساقط منها مشاهد الحياة المؤلمة

نحتاج إلى طين طاهر نرمم به قلوبا تحيا في زمن الانكسار

نحتاج عمق البحر، هدوء السماء، نقاء الماء

نحتاج أن نحيا بقلب طير، عبير زهر، براءة طفل لم تلوثه يد الحياة

نحتاج... وكم نحتاج

* أتسوّر جدار حلم هش

أرسل نظري وراءه علّ فجرا وليدا يختبئ على بعد نداء ..

تعود نظراتي مثقلة بخيبة الأمل

يتهاوى الجدار.. ويبقى الفجر تائها تخنقه يد الحصار!

وسوم: العدد 694