قصة المختار والانتخابات

جمعة (الله مولانا ولامولى لهم)

طريف يوسف آغا

[email protected]

في غابرِ الأزمانِ كانتْ هناكَ ضَيعةْ

لها مختارٌ بينهُ وبينَ الشيطانِ رضعةْ

ورثَ المخترةَ عنْ أبيهِ الذي ماكانَ

أحسنَ منهُ ولااحترمَ قانوناً ولاشرعا

ولكنهُ قررَ في يومٍ تجميلَ صورتهِ وأمرَ

مؤيديهِ بفبركةِ انتخاباتٍ تُحسِّنُ السُمعةْ

ففتحوا بابَ الترشُّحِ لمنصبِ المختارِ

وحددوا لها عددَ المرشَّحينَ بسبعةْ

فتقدمَ "كَركوزُ وعِواظُ" وثلاثةُ مُهرِّجينَ

وأيضاً تقدمتْ واحدةْ تَقرَبُ الضَبعةْ

وصلَ عددهمْ إلى سِتّة، كلُّهُمْ

مِنْ نفسِ القماشةِ وذاتِ الطَبعةْ

فقلقَ المؤيدونَ وحبَسوا أنفاسَهُمْ

فالمختارُ المفدّى مازالَ خارجَ البيعةْ

خافوا أنْ يكونَ مَلَّ المخترةَ وأنْ

يتركهمْ ويرحلْ إلى غيرِ رَجعةْ

ولكنهُ لَمْ يخيبْ آمالهمْ وقدمَ

أوراقَهُ لرئيسِ مجلسِ الصَرعةْ

ورجاهُمْ أنْ لايُطلِقوا الرصاصَ احتفالاً

فتأثّروا وسالَ على خدودهمْ دَمعا

ثمَّ توالى المترشِحونَ ليُقاربوا دزّينتَينِ

لاأحدَ يعرفُ لهمْ أصلاً ولارَبعا

واختُصِرَ الجمعُ إلى اثنينِ والمختارِ

يومَ الانتِخابِ حُلِقَ لهما على القَرعةْ

وفازَ المختارُ المفدى بالأغلبيةِ الساحِقةْ

واحتفلَ الناسُ بفوزهِ على النبعةْ

ثمَّ عادتْ حليمةْ لِعادتها القديمةْ

وعادَ المختارُ ليُمارسَ القمعَ

وليَعودَ الناسُ مساءً إلى حظائرهِمْ

بعدَ أنْ يمضونَ نهارَهُمْ في المرعى