همسات القمر 134

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أحاول الانسحاب والتسلل خلسة من جنون أفكاري

تمسكني في اللحظة الأخيرة مبتسمة بخبث ومكر..

أجلس صامتة مجددا كطفل ضبط متلبسا بذنب لا يدرك معناه ولا يفهم سببا لعقابه

أحتضن رأسي المثقل وأحاول الانشغال بغفوة تحملني إلى عالمي الذي أريد..

أهو الجُبن يرسلنا إلى شواطئ التمنّي

أم الإحساس العاجز بحق مسلوب من السكينة والأمان؟

في القلب نبض يتململ

وفي الروح خيط أمل يرتّق اهتراءات الجَنان

*ولأننا ..حلمي وأنا .. وُلدنا معا وكبرنا معا ..

لا زلت أراه طفلا ويراني طفلة!

متى نبلغ سن النضج ونقطف ثمار الانتظار؟

* هنا وهناك ..

بين عنائك ومُناك

تتقلب على أسطر الحياة، ترنيمة، صرخة، دمعة، بسمة 

لحنا نشازا، غناء ناعما دافئا ..

شقاقا ووفاقا

إشراقة وعتمة

بوحا وصمتا ..

وتبقى وحيدا تلوك الصبر منتظرا صدى نِداك.

* هل ترهقنا الكتابة أم تفتح لمواجعنا أبواب الرحيل ؟

* أترقّب الرياح القادمة من خلف حواجز الانتظار..

أبحث في صوتها عن نغمة لها صدى في القلب ..

تمر بي عابرة بصمت..

أغمض عين الخيبة..

أجدد عهد انتظاري على ذات الدرب.

* بعض متقلبات حياتنا فقاعات هائمة على وجهها لا تلبث أن تتلاشى كما لم تكن ..

من الذي نفخها وملأها حياة تختال فيها ألوان الجمال

من الذي أرسلها كما نسيم رهيف ترتعش الروح فرحا لمرآها ..

من الذي بعث في قلوبنا شقاوة طفولية بريئة تطاردها لتصطادها وتنعم بامتلاكها، فلا تجد في يديها سوى الوهم والسراب؟!

أما كان يدرك أن لحظات السعادة القصيرة هي بداية رواية طويلة من الالم والعناء؟!

* على جدار الصمت تتكئ أحلام مخنوقة يتذاوى نبضها وتلتهب عروقها أجيجا كما البركان

*قلبي كثير الثرثرة والهذيان بلغة أعجز عن فهمها وإدراك مراميها، وكأنها طلاسم غريبة آتية من الزمن البعيد..

أيا قلبي، من عليه تعلم لغة الآخر،أنت أم أنا؟

أو ماكفاك تمردا وتقلبا على أوتار لا تعرف غير ألحان التيه والتشريد؟

*أحتاج ترتيب فوضاي وبعثرات ارتباكي المتناثرة في أقبية منسية تتوارى خلف آكام ذكرياتها وآمالها المرتعشة .

*بعض الحروف تولد ميتة..

مقبرتها السراب

ورثاؤها همسات تتغذى من أرض يباب

وسوم: العدد 708