همسات القمر 139

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*وما كان لقلوبنا أن تتعذب لولا إرث الحب  الذي تنوء تحت ثقله

*يا لتلك الجذور الضاربة عمقا 

أتجد مبتغاها في عمق سكناها

أم أن فوضى المشاعر عاجزة عن استرداد أوراقها الراحلة

*أستنسخ من جمال الكون حروفا.. أبثها لحن حياة يطربني ..

تمسكني يد الخيال وتجول بي بعيدا في طرقاتها وجمال دروبها ..

أتمنى معها أن لا أعود.. ولكن!

*هل تكتسي النفس حلة الراحة حين تفقد الأمل؟

أم يصبح المرء بفقدانه ميتا، عبدا لواقع ما كان يرضى به أو يتقبله؟!

*حين أطرق بوابة النوم وكلي متثاقل يمدّ له حبل الوداد

تنشط ثرثرة نفسي وأحاديثها التي لا تنتهي.. وكأنها أخذت على نفسها عهدا أن تصرم الحبل ما بيني وبينه..

إحاول إسكاتها بالرجاء حينا وبالزجر حينا آخر، يرتد صوتي الهزيل خائبا أمام سطوة وجبروت صوتها..

ولا تهنأ أو تهدأ، إلا حين تجلب الأرق رفيقا وتجعل السهد لي صديقا..

أتراها تدرك ما تفعل بي؟

*بعض أحلامنا تنمو على دفء مشاعرنا وتتغذى صدق أحاسيسنا

لا تلبث أن تكبر لتلتفّ حول رقابنا

تزهق الأمنيات، وتقذفنا لجبّ باطنه الموت.. وظاهره الحياة!

*هناك ضوء تتراقص ذبالته على بوابة الفرح

ما زلت كضرير قابع في كهف غدافيته لا أراه

لا زلت أجدّ السير لأبلغ مداه

أتعثر حينا، وأنهض حينا

لكن قلبي يعدني بقرب لقاه..

*أترانا نزرع بذور الوهم فلا نجني سوى السراب!

أم أن خطواتنا في دروبنا الوعرة المتعرجة لا زالت غير كافية للوصول؟

أيها الفردوس المحمول على جناح الأمنيات وحروف الحكايات.. 

أتكون؟

*كلما تعمّق المرء في العلم، زاد إحساسا بجهله، وزاد شغفا بتعلّم المزيد وارتشاف لذيذ شهده

كذلك الابتلاء، كلما دبت خطانا في دربه، أدركنا كم نحتاج إلى تطهير النفس والنهل من مشارب الطهر والنقاء

كم من بلاء هو نعمة تتراءى بثوب شقاء

*لأجل فرد أن يعيش منعما

يموت ألف ألف فرد .. 

ولا عزاء لمن غاب عنهم ربيع الحياة ولم يدركوا سوى الصحراء

يأس وجزع وهمجية ظالمة تتغوّل دون حد!

لقمة تنتزع، حرية تسلب، سعادة تجتث جذورها ..

وسادة ظُلم تطربهم ألحان الخواء وأنّات العذاب والمواجع

تتوارى العدالة في كهف عزلتها القسرية مرتجفة 

ينعزل الضمير في غابة وحوشها أرحم من ذئاب تتقنع بإهاب الإنسانية الكاذب

أيصدق عقل أم يقنع قلب أم تهدأ روح تتجاذبها حيرة وتتنازعها دهشة مخضلّة العين، مكسورة الجناح؟!

*أجمل حروفنا وأصدقها، تلك المرسومة على جدران قلوبنا

تلك التي نكتبها بمشاعرنا وأحاسيسنا دون أن تظهر على الألسن والشفاه

تلك التي نخبئها بين دفتي الذات ونطبق عليها جناحي النفس بقوة وثبات

تلك التي نقولها ولا تستطيع أن تقولنا

هي الحروف الحية حياة الروح والجسد

ويا لها من حروف!

وسوم: العدد 713