همسات القمر 143

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*على أنقاض نفس تائهة.. مقصلة قائمة وشبح لأحاديث غارقة في يمّ فلسفة لا تبين 

أفرّ منها إلى محراب تبتّلي.. 

أصنع من شموع عزلتي ووحدتي لوحة راقصة مكتملة الحياة

أهمس للقمر كلمة ونغمة

أرتشف من كأس حلمي بعض لذيذ الخيال

أسترخي على حصيرة الذكريات 

أشدّ روحي على قبضة من أمل تقمع ثائرات المُقل

وعلى شواطئ الانتظار منارة ..

وفي القلب النابض، حرف وقصيدة

أيخطئ الزاجل مساره؟

*حرفي وأنا صديقان

كثيرا ما تشعرني هذه العلاقة بالحُمق، وكثيرا ما أنزع إلى قطع حبال الود بيني وبينه..

وكلما فتحت بوابة الخروج من صداقتنا.. أعادني إليه برشوة إحساس، أو رجفة مشاعر، أو سطوة فكر..

*إن كان لليأس باب.. فللأمل ألف صومعة ومحراب

وأنا الناسكة في ليل تبتّلي

راضية النفس نديّة الإهاب،ممتلئة الروح بهمسات رقيقة عِذاب.

*بعض الفوضى وبعض الجنون وبعض التسلل في دروب الشقاوة البريئة، كسر لجمود الحياة وروتينها الممل

وبعض التحرر من هذا الروتين، نبضة أخرى من حياة، وشهقة من مرح.. 

لندع الطفل الذي في داخلنا يعلن تمرّده ومشاكسته، ولو للحظات تعيد لنا توازننا، تنسينا شيئا من خوفنا، وكثيرا من أوجاع باتت تسترخي بجلافة على صدورنا..

*لا شيء يهم..

ربما يرتاح المرء إن وصل إلى هذه المرحلة من بلادة الإحساس وفقر الشعور..

ولكن.. كيف يصل إلى هذه المرحلة؟ 

تصعب الإجابة، ويستعصي الفعل

في بعض الشقاء إنسانية

وفي تحجّر القلب يستوطن شقاء قد لا يدرك صاحبه تغوّله في أعماقه!

*أي جنون هذا الذي بات يحكمنا ويتسلّط على رقابنا بشراسة لا ترحم..

وأية مسارات تلك التي تقودنا مغمضي الأعين، مكتوفي الأيدي، فلا حول لنا ولا قوة

نساق إلى حتفنا، تراب وقبر .. ولكن..

تراب الخيبة الذي يعفّر رؤوسنا، وقبر الذل الذي أطفأ قناديل كانت منارات دروبنا..

أموات نرضى من الدنيا بالفتات

زهدا؟ قناعة؟ عفة نفس؟

بل هو استطابة القعود، وإطالة السبات..

لا زلنا نردد عباراتنا المستهلكة كلما استوقتنا مرآة الذات...

رمية حجر.. وغمضة بصر

وما راية لاحت، ولا سيف بتر

حكاية مريرة، بدايتها عثرة حجر، ونهايتها إدمان خَوَر، عنوانها صَغار، حروفها لظى وجمر مستعر ونار..

من يكتب خاتمة الحكاية

من يسدل الستار؟!

*صخب مجنون، أصوات مرتفعة، أغنية تخدش السمع والذوق، زوامير متلاحقة، مشاجرات، مهاترات.....

أهرول بذعر نحو الجانب الآخر، لهاث يتسارع ووجيب يتعالى، وقلب يكاد من فزعه يفرّ من الصدر..

هناك، تُصنع المفارقة.. 

نملة تتهادى بحنكة وفهم، درب واضح وخطوات سديدة حكيمة، سير واثق نشيط..

صخب وجلبة خاوية هنا، عمل جادّ مثمر هناك..

صنعة إنسان مستهتر فقد بوصلته في الحياة

ودأب حشرة رزينة تصنع بكدّها ومثابرتها الحياة...

أليست من المفارقات التي تصفع المغرور المكابر الذي تربّع على عرش الكائنات؟

وسوم: العدد 715