هل عشقت وحشة الوحدة..؟

تريد أن تصبح كخيط شعاع رمادي

تريد أن تأتلف أطراف الأشياء

فتنسل في ستر الظلام

تريد أن تبقى طيف برق 

ولد ومات

في مخاض غيم الركام .. .. !

ربما يصطبغ نهر الليل باللون الأبيض

ربما تسوَدُّ مرايا الثلوج

ربما تستوي أمواج البحار

ويختفي لون الزبد الأبيض

هل تبدو كسفح جبل .. ؟

لاترتوي من لون غروب خجول

ولا تشرأبُّ من لون فجر

فلا الشمس تحفر فيك من شجونها

ولا نفس تركن لهجرتها

 هل عشقت نسج الأحلام

بعروق الألم الأبدية .. ؟

لتعبر مثل سحابة صيف برية

فمن يقترب من حوافك

كمن يبتعد عنها..

كليلة شهباء قمرية ..؟

تريد أن يغيب اسمك من سجن قاسي

أم تريد النوم على اللوعة في غثيان

هذه آهة ياجرح ..

ارتوت من ظلم السجان 

أمضت قدر عمرها في صمت

واكتنزت وحشة الوحدة بألوان

فليس بعد ..من ردم يبقيها

ولا أسوار ..

تراني أرتحل من وراء القضبان

وأبتعد عن حروف الجور

وحتى حروف السلام

أفلا تسأم من ليلك الطويل

أو الإمتثال لكبده العنيد

 فلا هوادة ولا وئام .. !

تعال نعقد حِلقةً وإلتئام

إن لم يكن للتماثل في كرهٍ

فللتصافح عن غضب ..

سميرٌ للحال ..

تعال نقضّ مضاجع الإبتعاد

ونقض جأش الوداع ..

فلا سهاد لغمامة ..

تسد صفاء السماء

ولا متكئاً في خدرالرماد

كل الذي ترتاده ليس بحب

وكل الذي سئمته ليس بعشق

فأرجع القلب إلى غمده

وارجع الحزن إلى خيمته

ترى الوحشة قد أوت إلى غربتها

وطعان البواح قد خبى  في المحال

تقول أفنيت الصبر في جيشان خافت

وتقول قتلت اللحن  بأنين هامد

فكم من مزمار بَلَى ..

قبل الحنين لفراقك

وكم من صدى تلاشى ..

قبل رؤى طيف خيالك

شددت الأزرَ في جنح الهيام

واكتسيت القهر في عتمة الليال

كان الشجى يتيه بالأيام

وكان الشجن يطير بالأسحار

ألا من أحرف كنت تخفيها في مرسال

وموج أشواقك تتهاوى بأكناني

ألا من مياسم أزهار كنت تُؤبّنُها

وتزدري الدموع إن لم تسقيها

يا حزن نفسي مكنوز بترابها

كم من أعمار كُفنت بذرّ رمادها

إلاّ أنت .. جرحٌ ..

لفظتَ الضماد ..

وأبيت لبس البياض ..!

فكيف تأتلف عاديات الأشياء

بل وكيف رتقت النزف بالسواد

فلكل منها سَنا  رونق اضطهاد

ولكل منها سحابة غيث للشفاء

لاترتوي أيها الجرح بألم

ولا يطيب لك نبع وجع

 بحال مكابد ولا بصفاء أحوال

 إلاّ أنت أليف لون لايسمى إلاّ بلونه

إلاّ أنت أليف عشق لاتنتهي أحزان عدته

لازال الردم جاثياً

يتوق لأركان وأدته

ولازال الوأد غائباً

يتمرّغ هائماً بدنيا غربته

فلا جوف يملأ الفراغ بفديته

ولا فداء

منك الحُسنُ يوفض بجروح

 تملأ قفار عمري

 تراها غائرة فائرة.. لاتدان

  

أنت مني .. ولم التذكرُأو النسيان

أنت مني .. ولم الصدُ أو البرهان

أنت مني .. جرح ٌلايندمل

ومنك لاعفو ٌ.. ولا صداق

وسوم: العدد 718