همسات القمر 150

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*حين أملّ من تفاصيل الحياة الباهتة..

ألوذ بشرنقة تلتف حولي بخيوط تصنعها المشاعر الحالمة ، ترسمها الأماني المتشردة في صحراء العناء ..

أختبئ بمحض اختياري .. أركض بعيدا عن خارجي بصمت حذر يخفي فراري

أكتب روايات وقصصا بخيال ثري مسترخ على صدر الأحاسيس الدافئة

أرنّم حروفا تكتبني أغنية حب تتردد في مسرح الروح الهائمة ..

أغني ملء الفرح وملءالصوت أفك لثام الصمت

أنثر خطواتي على رمال شاطئي، عليه أخط بعض همسي، ومنه أنسج دثار أنسي..

لا فرق بين ليل ونهار، فالشمس تعانق بدرها في كل لحظة وحين

لا فرق بين مدّ وجزر فالقلب مخضلّ بندى السلام، لكأنما بات رضيع الغمام

لا فرق بين نوم وصحو.. فالحلم ساكن في أوردة الروح كما الزهر بالعطر يبوح

أضحك حد الارتواء، أبكي بلا مواربة، أبتسم كترنيمة بلابل تغازل حسن الربيع وتهيم في مفاتنه، أبوح بلا تردد ولا حيرة ولا وجل..

لا مجاملات تنتزع بسطوة الحياء.. ولا تصرفات مصطنعة ترتدي حلة الكبرياء، ولا هروب تفرضه شمس الغروب.. ولا خطوات مرتبكة تسابق الزمن... 

لا ضجيج يسحق النفس تحت عجلات الفوضى العابث، ولا ازدحام يأخذ المرء لأزقة الجنون الحتمي ..

في عالمي.. أحلام اليقظة هي الحقيقة وما عداها سراب وهباء ..

في عالمي .. أفرح ثم أفرح ..إلى أن تمتد يد العبث تمزق شرنقتي وتقذفني إلى الخواء!

** نصارع الدنيا كمن يحاول الولوج إليها من سم الخياط وما هو ببالغها ولا بالمتغلب عليها..

يأخذنا حلم الكمال على أجنحة الوهم فلا نبلغ سوى السراب

ندمن بهرجة حديثها وأمانيها الزائفة الخادعة،حتى تجعلنا في سكرة الغفلة نظننا على مرمى حجر من جنتها ونعيمها بل وكأننا بلغنا واحة أمانها وسعادة فردوسها..

ما إن نصحو وندرك أي واقع يحتوينا.. نعض أصابع ندمنا ونقطع الأيمان والعهود أن لا نعود لتذوق مشروبها الخادع ..

لا نلبث أن نحنث بأيماننا ونجرع كؤوسها من جديد .. ولا تبلث أن تتلاعب بنا ولقفر صحرائنا تعيد!

وكأن الدنيا وردة جميلة تغرينا بأريجها وجمالها.. ما إن نقطفها، حتى تذبل بين أيدينا، فلا يبقى منها غير ذكرى جميلة، وحسرة على ما فقدناه منها!

في الحياة الآخرة خير عزاء..

اللهم فاجعلها حياة خير وسعادة لا تزول

*ما بين أريج زهر يأخذني إلى ما وراء الحلم

وما بين ترنيمة طير تبهرني بلذيذ النغم

أقف منتصف الطريق أتلو لنفسي ترانيم الأمل.. أمنحها وعدا بألوان قوس قزح، أقبس من شمس التفاؤل دفء بسمة وبريق..

فصيحة القلب، بكماء اللسان.. 

أكتفي من عالمي بنظرة حالمة، وهمسة روح ربيعية البيان

قطرة كنت على زهرة، أم حورية بحر من عالم السحر والخيال.. يكفيني من قلبي نظرة وعبرة، ومن النفس ساعة سلام تشعل قنديلها في ليل الشقاق والخصام..

متناثرة حروفي تناثر مشاعري.. أكاد ألاحقها لأظفر بها.. فلا ألبث أبتسم لها وأتركها..

أعرفها.. بذور من حب صادق لا زيف فيه ولا التواء.. لا بد يوما ستشق أرض اليباب لتبهج النفس بأطيب عطاء.

*ما زال الحلم في مرقده تهدده يد الأماني الدافئة..

متى يشبّ عن الطوق وينطلق في دروب الدنيا حقيقة من فرح..

ما بين الأمل وفقدانه.. حياة رغم الموت.. أو موت رغم الحياة ..

وسوم: العدد 720