همسات القمر 163

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

* من رفات يأس مهزوم أوقد شموع الأمل

لا زالت عنيدة عصية على الاشتعال..

ولكن، ما هي إلا كجمر تحت رماد ستشب وتملأ القلب ضياء وفرحا..

لن يغلب اليأس أملين

أمل يعشش في القلب، وآخر تحلّق به الروح نحو السماء..

وعلى أعتاب الرجاء، يحلو الدعاء

* لا تكذب الأمنيات وهي التي ارتوت من قلب يمنحها دفئا وحياة

يعاكسها الريح

يصارعها الموج

تعاندها دروب صاعدات إلى المجهول

يتمزّق ثوبها ويمتلئ رقعا بائسة

يكفهر لونها ويكتسب صفرة الموت

يتشعّث شعرها ويعلوه غبار الطريق

متشردة تغدو بلا نضارة أو بريق

ورغم الخطوب حولها، تبقى تدافع عن قلبها ببسمة أمل لعل تفاصيله تكون..

هي والقلب الذي تسكنه سواء..

بحياته تحيا

وبموته تجرع كأس الفناء..

* دافئ هو خيالي

ما إن يصطدم بالواقع، يرتد مقشعرّا مرتجفا وكأن مسّا من البرد أصابه

من يحميه من قرّ يؤذيه؟

*تنثال في روحي زقزقة طير يداعب سكون الصباح الهادئ

تغدو لحنا من سلام وترنيمة من تفاؤل يبعث في النفس ومضة من فرح

كيف لهذه الومضة أن تكبر وتجابه رياح الدنيا العابثة

أتقوى؟

*أيها الحزن..

أرخِ قبضتك قليلا عن قلوبنا ودعها تتنفس بعضا من حياة

*من بدء الحرف إلى منتهاه

درب من الشفافية يرتقيه.. ونبض صادق يبعث لحنا دافئا فيه

وعلى ضفّة الميلاد.. حارس وجلّاد

أيشبّ الجمر، أم يتبعثر في طرقات الصمت الرماد؟

*تتحطم الأوهام على صخرة الحقيقة كما تتكسّر أجنحة الأحلام على صخرة الواقع

شتّان ما بين الحلم والوهم

يتبعثر الوهم كذرات غبار متطايرة

ويُنبت الأمل أجنحةَ الحلم ليعود محلّقا في عوالم الأماني الباسمة ... ولعلها تكون

*في الليل..

تسكن الجوارح، يغفو الكلام المتربع على طرف اللسان، تذبل العين ويتهدّل الجفن المرهق، وترتل أمانيها الشفتان

إلا هما يتخذان الليل مسرحا من فكر فوضوي وشغب يتحدّى طيف الرقاد

يجعلان مني الجمهور الشاهد على عبث وهرج، يفقدني توازني ويجعلني كنافخ في الرماد

أيها القلب .. أيها العقل .. وماذا بعد؟

وسوم: العدد 730