همسات القمر 164

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*أيتها الغيوم الداكنة، متى تنقشعين عن فضاء قلوبنا ؟

في القلب أمنية

وفي المدى.. بسمة مصلوبة على شمس انتظار

أتبصر، أم ستغدو مجرد ذكرى كوشم على بقايا جدار

*أحاول ترتيب ذاكرتي في رفوف أنيقة 

بعض أحداثها أجعله في الواجهة أمتّع ناظري به

وبعضها أخفيه في زاوية الإهمال البعيدة 

تعبث يد العقل الباطن بذاكرتي وتقلبها رأسا على عقب..

تتجلى أمام ناظري بعض الذكريات متحديّة ترتيباتي الفاشلة وكأنها تقول: 

لا زلنا أحياء رغم الوأد، رغم الصد، رغم الإبعاد لأقصى مد

أتأملها بصمت وأنا أتسلل بعيدا عنها أداري خيبتي

تتأملني بعين هازئة تزيد حسرتي

وتبقى ممحاة النسيان شيئا من خرافات الفكر والهذيان..

*هل فقد الفجر نور عينيه فغدا بائسا متخطبا في دروب التيه والضياع؟

أم الليل سلبه بوصلة الطريق وألقاه غدرا في طرقات الحسرة والالتياع؟

*وكأن الدنيا عليلة ترى فينا الأساة ترقبنا مطلع كل شمس

أو ما تدري أن المرض بنى هياكله وتعربش على قلوبنا وأرواحنا 

أو ما تدري أننا على خطاها نرقب ويطول انتظارنا

أتيأس الدنيا، أم أنها مثلنا عنيدة قابعة على أعتاب الأمل؟

*حروف تائهة، وقصيدة تتعثر بين مد وجزر لا تدرك ليلا من نهار

وعلى صدر الشاطئ خطوات الحالمين باللقاء ولا بقاء

وما بين ماء وسماء.. تسري الأماني الحالمة، تتفتح الأحداق النائمة

يرتل القلب تباتيل الرجاء

*على صفحة كتاب، ثمة دمعة مخفية 

تداري مشاعرها وتستر أحاسيسها بين أوراق وسطور حفلت بالكثير

يجف الماء وتبقى لسعة مالحة كما عنوان تائه في صحراء لا نهاية لها ولا مدى

وفي النفس من حديثها ضجيج صدى

*رغم أن الإنسانية هي ما ينبغي أن يميزنا، بيد أن مرآة الواقع تعكس حقيقة مرّة مفادها: ليس كل إنسان، إنسانا!

عجبي لمن كرّمه الله بإنسانية ترتقي به فأبى إلا الارتكاس في حمأة الهمجية والوحشية القبيحة

عجبي

*أحلق بأرجوحة أحلامي وأعلو بها لأبعد مدى

لا تلبث تعيدني إلى واقع يجفف عن الزهر شفيف الندى!

وسوم: العدد 734