كمْ قرأتُ في التاريخِ

جمعة (أنقذوا حمص قبل أن تستباح)

طريف يوسف آغا

[email protected]

كمْ قرأتُ في التاريخِ عنْ

كذابينَ وخونَة كالعَلقَمي ومُسيلمَة

وعنْ سفّاحينَ كهولاكو وتَيمورَ ممنْ

جعلوا طعامَهُمْ بشراً وشرابَهُمْ دما

وعمّنْ غدروا حتى بالأنبياءِ

كيَهوذا الذي وشى بابنِ مَريَمَ

قرأتُ وقرأتُ وقرأتُ ولكنْ ماقرأتُ

عمّنْ أرضهُ ليدِ الأعداءِ سلّمَ

ولاعمّنْ قصفَ بلادَهُ بالكيماويِ

والنيرانَ في كلِّ أنحائِها أضرَمَ

ولاعمّنْ لِلملايينِ مِنْ شعبهِ

في ترحيلهمْ مِنْ بيوتهمْ أسهَمَ

قرأتُ عمّنِ ارتكبَ مجازراً بحقِ الغيرِ

ولكنْ ليسَ عمّنْ هكذا بشعبهِ أجرَمَ

كلُّ هذا والعالمُ لايفعلُ شيئاً

وكأنّهُ عالمٌ مُصابٌ بالطرَشِ أو بالعَمى

ويدعو السفاحَ لمؤتمرٍ بعدَ مؤتمرٍ

بدلاً مِنْ أنْ يأخذهُ إلى المحكمَة

ولكنْ هذا شعبُ سورية أيها الجبناءُ

لكلِّ العالمِ البطولةَ والتضحيةَ علَّمَ

سَمّوها حرباً أهليةً أو سَمّوها ماشِئتمْ

ولكنهُ على إكمالِ ثورتهِ قد أقسَمَ

فهو لِلكرامةِ السليبةِ أخيراً استعادَ

ومعَ الحريّةِ عقداً للأبدِ قد أبرَمَ