همسات القمر 166

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*هناك.. حيث ربوة على مشارف الانتظار

داعبت سنابل الروح بلحن ينساب كما نسيم الصباح

راقبت تماوجها كراقصة يغني انثناؤها عن الكلام المباح

وعلى صخرة الأماني الراسخة، اتخذت مقعدي، أواجه شمسا باحثة عن معنى الحياة في قلوب الظامئين لنورها..

صوت ينبعث من هنا وهمس خجول يتردد في جنبات الروح يقتحم أسوار العناء

متى يحلق الطير بحرية في رحب الفضاء؟

*حين أصطدم بحاجز العجز ويبلغ القلب حنجرة اليأس، توصد كل الأبواب وتتلاشى كل النوافذ التي تخفي فتائل النور وبقايا الضياء المستهلك في حمأة الآه..

وحده باب الدعاء يفتح مصراعيه كذراعين تحتضن بحب وحنان قلوب الرجاء

تهدأ النفس، تسكن الروح، تخلع الذات ثوب الشقاء

*أسوار الأماني عالية وتحصيناتها منيعة

أفراحنا مشوهة وأحلامنا ينسج فيها عنكبوت الظلم خيوطا من قتام

من يبعثر حروف أغنية السلام؟

من يقطع أوتار ألحانها الهانئة؟

من جعل قلوبنا قرابين تغتالها مقاصل الفوضى تندثر بين الركام؟!

*وقد تخطف منا دروب الحياة ذواتنا أو بعضا منها..

نظن استرجاعها كنزهة على شاطئ بحر يغسل ما علق فينا من آثار الهزيمة

وما هي إلا معركة قد تطول وتغتال فينا الأمل، وقد تنتهي دون مكاسب توقف زحف دموع المقل

وقد تكبر فينا الإرادة والعزيمة، لنطلق في لحظة الوصول صيحات الظفر

حينها يكبر الهمس المتواري عجزا ويرتفع لحن حياة دافئ يغتال كل ضيق وكدر

*من حلكة الليل الموحش المستبد، ترتدي الحروف قميص بؤسها المرقّع بخيبات الألم 

تحاول تقديم حديثها الصاخب قربانا لنسيان قلّ أن يأتي في موعده

تتلفت حائرة بحثا عن بداية درب ترتسم على بوابته بسمة الحياة

أتدرك طريقها أم تبقى وأمانيها الدافئة في مدارات الانتظار؟

*للأمل شروق منتَظَر، ولبذرة الفرح غيوم تنهي جدب الانتظار

*وقد يعتري المرء إحساس نشوة وسعادة وسلام لا يدرك له تفسيرا أو يجد له سببا ملموسا

لعلها كلمة رضا من أب أوهمسة محبة من أم

ولعله دعاء صادق من أحدهم في ظهر الغيب

ولعلها بعض ذكرى تتوهج في لحظة صفاء باعثة أريجها كلحن عذب أو جميل حداء

ولعل ولربما وقد و....

أيا كان السبب يبقى لهذا الإحساس دفء عجيب يغمر الروح ويسكب في النفس ألوان الفرح

*لا شيء يحيي موتنا غير الكفاح

متى نخلع ثوب الجبن والذل ونلبي داعي: 

حيّ على الفلاح؟

وسوم: العدد 735