همسات القمر 167

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*في دمي تفور الحكاية

تستهل موسيقاها بنغمة ناي يغفو على شط الحلم

تقلب أحداثها بعصا الذكريات والأمنيات المتأرجحة على كفوف القلق والانتظار

تسدل الستار..

وما زالت الشمس غافية خلف الجدار..

*أحاول أن أجعل من النسيان ماردا يقبض بلا رحمة على تفاصيل موخزة ويزجها خلف قضبان الغياب

يأبى محاولتي ويجنح إلى سلم يرتضيه متواريا خلف ستر وحجاب!

*وما الذكريات سوى جسد هلامي خفي وروح هائمة في بحار الفكر والخيال القريب البعيد

يتوارى حينا، ويتبدّى حينا كطفل مراوغ لا يهمه ما يترك من فوضى أو يحدث من دمار

تارة يهادننا ويبهجنا، وأخرى يجز مشاعرنا دون رحمة من الوريد إلى الوريد

*وللحرية معنى لا يستقيم وعبوديةَ النفس لهواها ومتطلباتها التي لا تنتهي

*ولعل المبالغة، هي الطوق الذي يلتف على رقابنا فيشنقنا ويلقينا إلى هاوية الفناء ..

*متى تغدو نبضة القلب آمنة تسير في دروب حياتها بلا خوف ولا حذر؟

متى تصدح الخفقات بترنيمة أوردتها تهب حياتها بهجة الحياة؟

متى تصبح الأغاني الحزينة ذكريات من الماضي وحديث تندّر ليل السمر ؟

متى، والكون لا يظهر سوى وجهه المكفهر؟

*يروق لي الاختباء في كوّة أحلامي، حيث أجدني بعفوية طفل وحرّية طير

أنفرد بنفسي وأبثها بعض همسي

أشاكسها وتشاكسني.. أبوح لها فتسمعني.. 

أغضبها، فتنأى بوجهها عني

لحظات ونعود للهونا البريء وحديثنا الصريح في انسجام لا يفهمه أحد سوانا

نبدأ حكاية ونختم رواية ولا يبلغ لأمانينا وأحلامنا حد أو نهاية

*ما بين حديث حزن وترنيمة فرح

ما بين قصص الحالمين وأحلام البائسين

ما بين دروب غامضة، وطرق تأخذ سالكيها إلى حيث اللا عودة

ما بين قلب قيد شوق وروح هائمة برّح بها توق

ما بن وبين ..

تنمو أشياء وأشياء في دواخلنا ، قد لا نعرف كنهها لحظتها .. لكن بعد حين ،ندرك أنها وهبتنا سوطا من ألم أو رشفة هانئة من سكينة وسلام !!

*على صدر غيمة ترتسم الحكاية.. 

ستمطرها.. ولو بعد حين

وسوم: العدد 736